افتحِي البابَ
للمولَّهِ يا لُبنى!
فكم أرجفَ الطريقَ حَنِينَا
هذه كفُّه برعشتِها البكرِ..
انظُري!
إنها تفيضُ شُجُونَا
هذهِ عينُه
على غيمَة الأستارِ
تستمطِرُ الكُوَى يَاسَمِينَا
ثَمِلاً مِن خَمْرِ الجَمَالِ
أتَى ..
فارقَ فيكِ البلَادَ والأَهْلِينَا ..
شَعِثاً ظِلُّهُ
مغبَّرَةً عينَاهُ، مخطُوفَةً رُؤَاهُ فُتُونَا
ما لَنا في الوَقار
يا عفَّة النَّار!
لَنا أن نزيغَ دُنيا ودِينَا!
نُورُنَا؟!
سِرُّنا؟!
لقد بشَّر اللهُ بِنَا..
إذ أَسَالَنَا نِسرِينَا..!
فجَرَيْنا
نهرًا من الطِّيبِ ورديَّ السَّوَاقِي
آهٍ.. جَرَيْنا قُرُونَا
مستحيلٌ
أفْقٌ بنَا مَا امْتَلَا
بلْ..
مستحيلٌ ما ابتلَّ وَحْيٌ أَمِينَا
فمَنِ الآنَ يشرحُ النُّورَ مَتْناً؟!
آهِ..
يا أكرمَ الحَفِيفِ مُتُونَا
يا ابنة الشَّمسِ!
فتِّحِي الوَرد في البُستانِ
لا تتركيهِ شيئاً مَهِينَا..
بكِ آمنتُ
جنةً للمساكينِ
وقد جاءكِ الهوى مِسْكِينَا..!
خَائِناً لِلْغُبَارِ جِئْتُ!
أنَا أرسَلَنِي اللَّهُ لِلْغُبَارِ خَئُونَا
وَثَنِيٌّ هَذا الضَّجِيجُ الحَدِيدِيُّ!
بِأنفَاسِنا يُدَوِّي رَنِينَا..
رُوحَ مَاءِ الحَيَاةِ!
أيَّتُها الكَاملة المُشتَهاةُ
تُوتاً وتِينَا..!
مرِّرِي لَو ظِلًّا علَى حَجَرِي..!
لَو عِطْرَ نارٍ..
لأزدَهي تَكْوِينا..
أَطْعِمِي العَاشِقَ المُرَابِطَ
فِي الشَّهْقَةِ..
وَاسْقِيهِ..! افْعَلِي الخَيْرَ حِينَا!
رَقْرِقِي حكمَةَ الجُنُونِ
بوَقْتِي..!
شرفُ الوَقْتِ أن يَسِيلَ جُنُونَا
حُرَّةٌ أنتِ!
والسَّما حُرَّةٌ!
والدُّفُّ فِي الحَضْرَةِ الْتَفُورُ عُيُونَا
راشقاتٍ..
في وَرْدَةِ الجَسَدِ الأنقَى مِن النُّورِ
راشقاتٍ ظنونا
فخُذِيني إليكِ..
حيثُ أنا لستُ أنا..!
إذ يطغَى اللَّهيبُ غُصُونَا
وإذِ النُّورُ نازلٌ صَاعِدٌ
منكِ ومِنِّي ..
وإذْ أحَارُ يَقِينَا
سيقُولُون:
باتَ من خَصْرها في مِحْنَةٍ!
قلتُ: بلْ تَدَلَّى حَنُونَا
ليسَ للرَّملِ أن يُحَدِّثَ عنَّا
للرُّؤَى البِكْر وحدَها
أن تُبِينَا
أن تُذِيعَ الأسْرَارَ حينَ طَوَاني
قادراً..
واصْطَفَى الشَّذَى سِكِّينَا
لفَّني..
بالياقُوتِ من آهتِه
والياقُوتُ أشهَى أنِينَا
شدِّدي الآن أسْرَ رُوحي!
بعينَيكِ اسجِنيها
طابتْ -ورَبِّي- سُجُونا
لا تخَافِي
مِن حُزن أَجنِحتي!
مَن رَضِيَ اللهُ عَنه عَاشَ حَزِينَا
وأنَا..
قد ضَمِنتُ رَحْمةَ ربِّي
حين رَاسَلْتُ بِاسْمِكِ العَاشِقِينَا..!