في حُبِّها.. ضيّعتُ عقْلي كُلَّهُ
وغدوتُ مجنونًا يُقاتِلُ ظلَّهُ
فجلسْتُ في عزِّ الظهيرةِ قابضًا
رمْلَ الطريقِ، وكنتُ رمْلًا قبْلَهُ
ظِلِّي يُسابقُني إليهِ ليشتكيْ
والشمسُ ترسِمُ في هُدوءٍ شكْلَهُ
وهُزمتُ لمّا سالَ ليلٌ حولَنا
فبكىٰ عليَّ، وراحَ يجْمَعُ كُحْلَهُ
في صفْحةِ الماءِ الزُّلالِ رأيتُني
صوتًا بلا وجهٍ أردّدُ قوْلَهُ:
لا طيرَ يحسُوْ مِن طويَّةِ عابرٍ
لعَنَ السؤالَ وقامَ يبْسِطُ بُخْلَهُ
أهْذي كنهرٍ ظامئٍ يَجْري سُدىٰ
والماءُ مِن كفّيهِ يغسِلُ وَحْلَهُ
يا قلبَها، ما كانَ أقسىٰ قلبَها
لمّا طرقتُ البابَ أرجو وَصْلَهُ
فلعلَّهُ مِن فرْطِ ما ناديتُهُ
لبّىٰ، وأشفقَ، واستكانَ، لعلَّهُ
الحُبُّ مِثلُ الشِّعْرِ، إلّا أنّهُ
في كُلِّ جُرْحٍ كانَ يَغمِدُ نصْلَهُ
وكلاهُما وجهَانِ للكَذبِ الذي
مِن صُلْبِ ما قلناهُ أنجبَ نسْلَهُ
وأنا بماءِ الشّعرِ طفلٌ لم يذُقْ
طعْمَ النِّساءِ، فكيفَ يَفطِمُ طِفْلَهُ!
ما كنتُ أشكو مِن مَرارةِ وَحْدَتي
حتى رأيتُ الظلمَ يعلو عدْلَهُ
فقُتلتُ شِعْرًا، واستقلتُ من الهَوىٰ
وأنا أحاولُ في القَصيدةِ قتْلَهُ
شيعتُني، وقبضْتُ حُزني في يَدِيْ
والقلبُ في قلقٍ يقلِّبُ رَحْلَهُ
وسألتُ في سوقِ الكلامِ عن الذي
ألقىٰ إلى سَطْرِ الإجابةِ سُؤْلَهُ
قالوا: بمحْرابِ الأُنوثةِ ناسِكٌ
عبَدَ الدُّمَىٰ دهْرًا، وضيَّعَ أهْلَهُ