-1-
فيما مضى كان معي مجازي الأليف، على السّباحة والصّيد وشمّ الهـواء تدرّبنا معًا. في الشّتاء صنعتُ له سترة تقيه البرد والمــاء، وضعتُ قلبي في يده، وفي الأخرى علبة بارود. اشتريتُ له كلب حراسة.
على ظهري حملتُ كيس العمر كفلّاح ساعة العصر، مشيتُ راجعًا إلى بيتي، من غرفة الطّوب أخرجتُ حجر الرّحى إلى ساحة الدّار، وضعتُ كيسي الثّقيل جنبي واتّكأتُ على اسمي، سمّيتُ الأسماء كلّها وباسم الرّيح طحنتُ حبوب الصّفات كلّها.
قبضتُ بكفّي على غابتي، أدرتُ أحجاري كيفما دارتْ بي الحياة واشتهتْ. ترنّمنتُ في أثري وغبتُ في الطّحن وغاب فيّ طحني!
جمعتُ غلّتي وسخّنتُ ماء أسئلتي. عجنتُ الضّحكة تلو الضّحكة، وجهك واسمي عجنتُ، الحزن والحبّ وآخر الأشياء.
حجارتي على نــارها، وناري عَلَتْ وتجَلّتْ، على جمراتي خبزتُ حتّى استوتْ ظنوني كلّها.
من صنيعتي فلقتُ كسرات وأكلتُ. عزمتُ وحوش اللّيل تعالوا كلوا معي… أو من لحمي… تعالوا!
-2-
حملتُ خشبتي ومشيتُ في لغتي، نَزَّ مـــاء من كـفّ يدي، سلكتُ طريق الآلام وما ارتوتْ عروقي.
كان يطلع عشب في فمي، قلتُ ما أرى وما رأتْ روحي.
فيما مضى كان معي مجازي الأليف، على السّباحة والصّيد وشمّ الهـواء تدرّبنا معًا. في الشّتاء صنعتُ له سترة تقيه البرد والمــاء، وضعتُ قلبي في يده، وفي الأخرى علبة بارود. اشتريتُ له كلب حراسة.
كان في يدي وهم امرأة تحبّ الحياة، وكــان قلبي فيما مضى وانقضى… يغرس غرسة!
-3-
ألعب باسمك، أحذف حرفًا وأضيف قلبي، أحذف نبرة وأضيف قبلة.
أخذتْكِ الرّيح فيما أخذتْ وظلّ اسمكِ رهينتي وسيّد حبسي!
أقلّبه بين اللّغــات، فيطول ويقصر، أبدّل حرفًا بقنبلة، ونبرة بكناية، لعلّ تُعادُ سيرته الأولى، أو هكذا يُظَنُّ أظلُّ أُطاعِنُ الرّيح دونه!
كالظّبي في فلوات اسمك أدور، لا أَرِدُ ولا يُعْرَفُ لي وِرْدُ!