بَانَتْ سُعَادُ فَصَارَتْ مُهْجَتِي قِدَدَا…
ولمْ تَكُنْ قَبْلُ تُقْصِي عَنْ يَدَيَّ يَدَا
فهلْ ستَنْبُو وتَنْأَى عَنْ مُصَافَحَتِي…
وَتُوصِدُ البابَ في وجهِ الذي قَصَدَا
إنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنِي لنْ أَظَلَّ هُنَا..
فَقَدْ يَكُونُ ارْتِحَالُ العَاشِقِينَ هُدَى
سَأَلْتُ عنها نُجُومَ اللَّيْلِ فَابْتَسَمَتْ…
لَسْتُ الوحِيدَ الذي بالحُبِّ قَدْ وَجَدَا
قَالَتْ سَلِ القَلْبَ إنَّ القلبَ يعرفُها…
فأنت والقلبُ هَيْمَانَانِ قَدْ عُمِدَا
فقال قلبي لقد أهملتُ عشرتها…
فإن تغيَّرَ نَهْجِي عَادَ من فُقِدَا
سُعَادُ فِطْرَةُ إنْسَانٍ إذا فُقِدَتْ..
ماذا سَيَبْقَى مِنَ الإنسانِ غيرُ صَدَى
لاحت بعيدا وقالت لا أكاد أرى..
إلا بقاياي أخشى أن تبيد غدا
قصت عليَّ الحكايا من بدايتها…
حتى نعود إلى الحب الذي بَعُدَا
كُلُّ الذَّرَارِيِّ قَالتْ عندما سُئِلَتْ …
بأنَّهُ اللهُ لمْ تُشْرِكْ بهِ أَحَدَا
طينٌ منَ الحَمَأِ المَسْنُونِ يجعلهُ …
إنْسًا سَوِيٍّا فسبحانَ الذي عُبِدَا
وَجُنَّ إبليسُ حِقْدًا بعدها وَنَبَا…
عَنْ طاعَةِ اللهِ مَطْرُودا وقَدْ مَرَدَا
مَاذَا دَعَاهُ لِهَذَا لا أرى سَبَبًا…
إلا التَّكَبُّرَ يُزْرِي بالذي وَغُدَا
مَرَّتْ قُرونٌ بلا وَحْيٍ ولا رُسُلٍ ..
وَسَادَ فيها الهَوَى بينَ الوَرَى أَمَدَا
وحَارَ ذُو اللُّبِّ والأكْيَاسُ حينَ رَأَوا…
مَنْ يَجْعَلُ الخَلْقَ خَلْقَ الله مُلْتَحَدَا
مَنْ يَجْعَلُ التَّمْرَ تِمْثَالاً ويَعْبُدُهُ…
وَكَانَ يَقْتَاتُهُ إنْ زَادُهُ نَفَدَا
وَمَرَّ عَامٌ وأَعْوَامٌ بِغَيْرِ هُدًى…
والنَّاسُ تَنْتَظِرُ المَنْشُودَ والمَدَدَا
مَنْ وَحَّدَ اللهَ حَتَّى قَبْلَ بَعْثَتِهِ…
وكانِ للخَيْرِ سَبَّاقًا إذا نُشِدا
مُحَمَّدٌ مِنْ مَعَدٍّ خَيْرُنَا نَسَبًا…
والهَاشِمِيُّ النَّدَى في كُلِّ مَنْ وَفَدَا
اِبْنُ النَّبِيِّينَ ..اِبْرَاهِيمُ كَانَ أَبًا….
أَلقَوْهُ في النَّارِ صَارَتْ نَارُهُمْ بَرَدَا
اِبْنُ النَّبِيِّينَ اسْمَاعِيلُ كانَ أَبًا…
وَابْنًا أَطَاعَ أَبًا في اللهِ ذَاتَ فِدَا
إِذْ أَسْلَمَا الأمْرَ للوهَّابِ وامْتَثَلَا…
فِإذْ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ يَفْتَدِي الوَلَدَا
راحَ الـمُلوكُ فلا كِسْـرَى وزِينَتُهُ…
ولا هِرَقْـلُ ولا الجاهُ الذي وَطَدَا
وظَلَّ للمصطفى بين الورى أبداً ..
لِسانُ صدقٍ فَرَبُّ العَرْش ِقَدْ وَعَدَا
حُـبُّ الـرَّسُـولِ إذا تُبْلَى سَرَائِرُنا…
يَوْمَ الحِسَـابِ سيبقى العَوْنَ والسَّنَدَا
ما ذلكَ الحُبُّ مَا هَذَا اليقينُ ومَا …
يَحْدُو بِطَلْحَةَ أنْ يستحقرَ الكَبَدَا
شُلَّ الذِّرَاعُ وقد زَالتْ أَصَابِعُهُ…
وَظَلَّ طَلْحَةُ في وجْهِ العِدَا أَسَدَا
كانَ اختبارًا وكانَ النَّصْرُ مَوْعِدَةً…
يَا سَعْدَ طَلْحَةَ لمَّا أنْ رَأَى أُحُدَا
في حُبِّ أَحْمَدَ رُوحُ المُؤمنينَ فِدَا…
فمنْ يُبَالِي إذا ما أَنْفَقَ الجَسَدَا
لهُ اللِّواءُ لِوَاءُ الحَمْدِ خُصَّ بهِ…
يَوْمَ القِيامَةِ بُشْرَى للذي سُعِدَا