وقع بين يدي ديوان شعري، لصديق عرفته منذ سنوات طويلة، يقيم حاليا في السويد، فأثار الديوان انتباهي، وراقني أن أطلع عليه، وأعرض له؛ لما وجدت فيه من شعرية، وفنية عالية، بعد أن تواصلت مع شاعرنا على الجدار الأزرق.
صدر الديوان عن دار موزاييك للدراسات والنشر، بعنوان “تجبُّ ما قبلها” وهي المجموعة الرابعة للشاعر، فقد سبقها: “نبوءة لما يأتي من الغيم” 2014، و”ثلاثة أرباع قلب” 2021، و”ستكون آخر ما كتبت” 2023.
وجاء في مقدمة الدار عن المجموعة:
جديد موزاييك : مجموعة “تجب ما قبلها”
للشاعر السوري “أحمد الصويري”
تصميم الغلاف: الشاعر محمد الجبوري
لوحة من رسم الفنان أيمن حميرة
يمثل عنوان المجموعة موقف الشاعر من تجربته الشعرية كاملة، وإيمانه بتطور التجربة ونضجها من قصيدة إلى أخرى، ومن مجموعة شعرية إلى أخرى، مع إخلاصه لكل لحظة شعرية كانت علامة فارقة في تشكله وتطور شعريته.. وهذا ما يبدو جلياً في كثير من مفاصل المجموعة.
إذ يمكننا القول بأن المجموعة بنصوصها الثماني عشر تمثل مشهداً شعرياً متعدد الجوانب ينتقل من الداخل النفسي المتأرجح بين الفرح والحزن، والهواجس التي تعتري الإنسان مع كل حدث. وصولاً إلى القصيدة الإنسانية الشاملة -إن جاز التعبير- التي تحمل هاجساً جمعياً أو قضية عامة، يظهر فيها موقف الشاعر الشخصي الذي يتقاطع أحياناً مع موقف الآخرين ونظرتهم، ويبتعد أحياناً فيغرد خارج سربهم.. وقد استطاع الصويري ببراعة أن يمرر كل ذلك من بين خيوط نسيجه الشعري من خلال التوظيف الذكي والسرد المتدفق وقف إيقاع اللحظة الشعرية الجياشة، كما تعمد الكتابة بروحه شكلاً ومضموناً فرسم أحلامه ونزقه وانغلاقه وكل ما ينتابه ضمن الأفق المغلق لواحدة من أقسى المراحل في تاريخ الإنسانية، ويمكن القول إن ذلك برز منذ عتبة المجموعة:
هُمْ علّقوا العمرَ في وعدٍ
وما جاؤوا
وسطّروك على الماضي
كما شاؤوا
زفّوا إلى اللّيل من عينيكَ
قافلةً عطشى
ومشيَتُها في القلبِ
عرجاءُ
وكنتُ عن ليلهمْ أنوي الرّحيلَ
ولكنّ الصّباحاتِ مُذْ أبصرتُ
عمياءُ
(لا بأسَ) قلتُ..
وواصلتُ المسيرَ
لكَيْ تجري الحكاياتُ
لكنْ.. في فمي ماءُ
وجاءت المجموعة في 114 صفحة من القطع المتوسط، وتتنوع قصائدها بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة.
والديوان متوفر في معارض الكتب ونقاط التوزيع الخاصة بدار موزاييك للدراسات والنشر.