1
طَرِيدًا مِثْلَ النار أَتَمَطَّى خَلْفَ الْوَقت …
مِثْل شُعَاعٍ شَاحبٍ يَهْفُو
لتَجَاوِيفِ الصبَاح،
فِي قَلْبِي مُضغَةٌ فَاِسدَةٌ
تُزِيحُ الْحَرِيقَ عَنْ رُومَا:
“سَمِجٌ صارَ لَوْنُ لهِيبِي وَضِيعٌ طَيْفُه…
وَجِيٌعٌ صَوْتُهُ…
كَسِيرًا يُغَادِر”
2
أُرَاقِبُ كَالنَّار
كَيْفَ يُكَلِّمُ الْمَاءُ الْجِرَاح،
وَعُيوني تَسْتَرِقُ أثَرَ الْبُكَاءِ
على أَ وتَارِ كَمَان،
لَمْ أَعُدْ أَتَحَمَّ ُلُ خِفَّةَ النَّدَى …
ولا صَبْرَ السَّيْسَبَان:
“التَّمَائِم مَا عَادَتْ تُدْهِشُ حَّظِّي …
إِذْ نَسيتُ نَبْرةَ النَّسَائِم
وَهَلْ بَحْرٌ وَاحِدٌ يَكْفي
لِلْعُبورِ إِلى الضِّفةِ الثَّالثة؟”
3
انْفَتَقَتْ رُوحي عَنْ بَدَنِ الذِّكْرَيات
صَمْتُهَا الفسفُورِ ُّيُّ
آذنَ بِالإِياب،
فَلَنْ ُتُرَاوِحَ مِنَ الآنَ أُمسِيَاتي …
سُرَادِقَ ذلكَ اللَّحْنِ الْكَسير ،
وَلَنْ تَكْذِ َبَ عليَّ بَعْدَ اليَومِ النَّارُ …
بَعْدَ أَنْ رمِيتُهَا في سَّلِّةِ الْمُهِّمَّات:
“جُرحي الْمُقَابِلُ للذاكِرة …
صَارَ أَ ْكثَرَ زهْوًا فِي حَطَبِ الْكَلِمَات،
وَكَآبَةُ نِيرُونْ لا تَسْتَهْوِيني،
وَالْكُّلُّ بَعِيدٌ في ابْتِسَامَةٍ عَابِرة.”
4
أَنَا الَّنَّارُ بَعْدَ أَنْ وَدَّعَْتْ فَحِيحَهَا
وَأَذَاعَتْ قَبْلَ النهَارِ ضَجَرَ الرمَاد،
بِالْغَارِ والرَّيَاحِين …
عَمَّدَتْ في الْمَحارِ صَوتهَا،
وَفي أَكُّفِّ الرَّاحلِينَ أَشْعلَتْ …
حَرْفًا مَارِقًا مِنْ أَلْوَاحِ الْغَابِرِين:
“مَنْ ذَا يُقَايِضُ قَبَسِي …
بِزَفِيرِ الْهَجِيرِ الْقِرْمِزِي؟
مَتَى تتجَّلَّى سَمَاوَاتي الْغَسَقِّية
في رَدْهَةِ الدَّرَكِ الأَخِير؟”
5
النَّارُ أنَا وَأَنا مَارِجُها
بَيْنَ انْحنَاءِ النَّرْجسِ وهَدِيلِ اللظى …
أوْقفْتُ اسمي،
خَلَعْتُ رَسْمَهُ …
وَابْتَعَدْتُ عَنِ الَّصَّدى
حَيْثُ أَنْفَاسي تُحَاكي لَوْنَ الدَّيَاجِير:
“الشُّهُبُ تَ ْغْفُو فِي إنَائِي وحِنطَةُ
قَلبِي طَعَامٌ لِلصَّفصَاف،
لَيْسَ النورُ سِوَى أَشْلاءِ وَمْضَةٍ …
نجَ ْتْ مِنْ حَرِيقِ الْمِيَاهِ”.
6
ارتَدَتْنِي النَّارُ فَخَلَعْتُهَا
واسْتَدَرْتُ نَحوَ ُتُخومِ الشُّطآن،
حَدَّقْتُ فِيها فَما وَجَدْتُ غَيْرَ النَّار …
بِتُؤَدَةٍ تلامِسُ ضَجَرَ الطَّحَالب،
هيَ ُهنَاكَ مَرَايَا لِلْماءِ الَّدفِين
وَشَيْئًا مِنْ زَوَايَا الأَحْزَان:
“أَتُرَاِنِي كَمَا تَرَاِنِي…
أَمْ أنَا وَرَقَةٌ مِنْ نَارِ السَّبت؟ مَزِّقْ…
مَزِّقْ لَسْتُ النَّارَ بَل النَّارُ أَنت”.