رجل الوقت..
ألا باللهِ لا ترخِ اللثاما
فهذا الوجهُ نعرفِهُ تماما
ونعرفُ ان ريحاً ما ستأتي
لتنفضَ عن ملامحهِ الرُّكاما
و أنَّ بصيصَ ضوءٍ منهُ يكفي
لِينهيَ في ملاحَتِهِ الكَلاما
وأنَّ الشَّمسَ تدنو منهُ حتى
تَبَلِّغَ نورَ طلعَتِهِ السّـلاما
كثيرٌ أنتَ كيفَ أمدُّ كفِّي
إليكَ وكيفَ أخترقُ الزِّحاما
فلو أن النجومَ لها عيونٌ
تراكَ لَقبَّلت يدكَ احتراما
فلا الاقمارُ أبهى منكَ نوراً
ولا الأبراجُ اعلى منكَ هاما
فدتكَ دماؤُنا يا بن المعالي
سليلَ الطيِّبينَ أبا اليتامى
ابتسامة الشام
سيسبقُنا الى الشامِ الربيعُ
ويرحلُ عن حواريها الصقيعُ
سنعبرُ حاملينَ لها دِمانا
تُطَمئِنها بأنَّا لا نبيعُ
فما زلنا نُقدِّمُ ما استطعنا
قرابيناً وما لا نستطيعُ
ولم يشهدْ على دمنا بصيرٌ
و لا أصغى لصرختِنا سميعُ
وما يوماً لطاغيةٍ ركَعنا
فما من عادةِ الجبلِ الركوعُ
وإن عِشنا سنكملُ ما ابتدَأنا
بهِ أو يكملُ الطفلُ الرضيعُ
ونحنُ وإن أتيناها فُرادى
فواحدُنا بِهِمَّتهِ جميعُ
وإن كنَّا بكَيناها مِراراً
فحاشا دمعةٌ أُخرى تضيعُ
فلن تظما ومشربُها دِمانا
ولن تعرى وملبسُها الضلوعُ
ومن للهِ يخرج لا يبالي
إذا ما كانَ ليسَ له رجوعُ
لتهنأَ شامُنا وتقرَّ عيناً
وليسَ يَهمُّ نعرى أو نجوعُ