Close Menu

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.

    اختيارات المحرر

    من قصيدة: “ظلٌّ لخطوات الرّيح”

    13 نوفمبر 2025

    سهم الهوى

    12 نوفمبر 2025

    قراءة الدكتورة عبير خالد يحيى لقصيدة الشاعر د. إبراهيم طلحة: “في دمشق”..

    12 نوفمبر 2025
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    الجمعة, نوفمبر 14, 2025
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام RSS
    belahodood
    إشترك الآن
    • الرئيسية
    • شعر
    • نصوص أدبية
    • مقالات ثقافة وأدب
    • بحوث ودراسات أدبية
    • أخبار الفن والأدب
    • شعراء بلا حدود
      • إنجازات شعراء بلا حدود وأنشطتها
      • أخبار شعراء بلا حدود وبياناتها
      • مسابقات “شعراء بلا حدود”
    • موضوعات أخرى
      • مختارات شعرية
      • قراءة في كتاب
      • حوارات
      • ترجمات
    belahodood
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية » قراءة الدكتورة عبير خالد يحيى لقصيدة الشاعر د. إبراهيم طلحة: “في دمشق”..
    مقالات.. ثقافة وأدب

    قراءة الدكتورة عبير خالد يحيى لقصيدة الشاعر د. إبراهيم طلحة: “في دمشق”..

    عبير خالد يحيى - مصر
    belahodoodbelahodood12 نوفمبر 2025آخر تحديث:12 نوفمبر 2025لا توجد تعليقات10 دقائق
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    من دمشق إلى صنعاء: قراءة ذرائعية في خطاب الانتماء والمقاومة في قصيدة الشاعر اليمني د.إبراهيم طلحة بقلم الناقدة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي

        تأتي هذه القصيدة نصًا عابرًا للجغرافيا، لا يمدح الشام بقدر ما يعيد تعريف العروبة بوصفها دمًا مشتركًا لا شعارًا سياسيًا. يكتب الشاعر اليمني إبراهيم طلحة من قلب جرحٍ مزدوج: جرح اليمن الذي احترق، وجرح الشام الذي نزف، فيحوّل القصيدة إلى جسرٍ روحي بين وطنين يشتركان في الألم والانتماء.

    فالقصيدة لا تستدعي مجدًا مضى، بل تعلن أن المشترك بين الشعوب أصلٌ لا فرع، وأن ما يجمعها من مصير ووعي أشدُّ رسوخًا من الخرائط والحدود السياسية. الشعر هنا ليس حنينًا ولا رثاءً، بل منبر مقاومة أخلاقية يمنح الشعوب حقَّها قبل أن يمنح الأنظمة تبريرها.

    وأمام نص كهذا، يصبح المنهج الذرائعي أداة ملائمة لقراءته، إذ لا يتعامل مع القصيدة بوصفها بناءً لغويًا فحسب، بل كخطاب وجداني وفكري ذي وظيفة اجتماعية وأخلاقية؛ ذلك أن جوهر الذرائعية يقوم على ارتباط الجمال بالجدوى، واللغة بالفعل، والقصيدة بالإنسان.

    البؤرة الفكرية:
    وحدة الدم العربي، وشرعية الشعوب في امتلاك مصيرها بعيدًا عن الأنظمة القمعية.

    الخلفية الأخلاقية:
     تتأسس على مبدأ ” الكرامة حق، لا منّة”  وأن السلطةحين تعادي الشعوب تفقد شرعيتها الإنسانية والدينية، سلطةٌ بدون شعب = سقوط شرعي وأخلاقي وديني.

    الموقف القيمي:
     تمجيد الشعوب وتعرية الأنظمة المستبدة، الانحياز الكامل للشعوب لا للأنظمة، وللكرامة لا للقوة.

    المستوى البصري (الصوري)
    لا يكتفي الشاعر بالوصف، بل يُنشئ بنية مشهدية متحرّكة تجعل من الصورة بؤرة شعورية وروحية في آنٍ واحد. فالبصر هنا ليس حاسةً للتأمل فحسب، بل وسيلة للعبور من الواقع إلى الوجدان.

    الشاهد:
    تطوفُ الروح حولَ دمشقَ سبعًا
    ونبضُ القلبِ نحوَ الشَّامِ يسعى

    تمنح الصورة بعدًا قدسيًا لدمشق، إذ تتحوّل المدينة إلى كعبة وجدانية تُطاف حولها بالروح، لا بالجسد. الرقم سبعة يحمِل بعدًا قرآنيًا كونيًا، ما يرفع المكان إلى مقام الطهر والذاكرة. ليست الصورة تزويقًا بل ترسيخًا لدمشق بوصفها “قبلة الوجدان العربي”.

    وحيث الخيل يسبقها صهيل
    به جُزْنَ المدى فوسطنَ جمعا

    خليلي، من دمشقَ يلوح برقٌ
    فحَيَّا بارِقًا منها ولَمْعا

    هنا ينتقل إلى الصورة البرقية، حيث “البرق” الذي يلوح من دمشق يربط الأرض بالسماء، والإنسان بالمقدّس. هذه الصور المتتابعة (الطواف – البرق – الصهيل) تخلق شبكة بصرية متوهجة، تعيد إنتاج صورة الشام كمنبع نورٍ ورمزٍ للنهضة.

    طوالعُ للنجومِ إذا تراءتْ
    أضاءتْ من دمشقَ سماءَ صَنعا

    هنا يربط الشاعر بين دمشق وصنعاء عبر حركة تصاعدية: من الأرض إلى السماء، من المدى إلى الجمع، حتى تصير الجغرافيا كائنًا روحيًا واحدًا يختزن النبض العربي الجمعي.

    فالصورة البصرية تؤدي وظيفة أخلاقية ومعنوية؛ فهي لا تكتفي بالإبهار، بل تبني علاقة روحية بين المكان والوجدان، لتصبح دمشق مرآةً لضمير الأمة، لا مشهدًا في الذاكرة.

    المستوى اللغوي (المعجمي والبلاغي)

    لغة إبراهيم طلحة لغة فروسية، ذات نبرة عالية، فصيحة مستقيمة، خالية من التكلّف، تستمد جمالها من صفاء البيان العربي الأصيل.

    يستعمل الشاعر جملًا خطابية إنشائية، تُحاكي أسلوب الخطباء في ميادين الثورة.

    الشاهد:
    هنالِكَ للعروبة تاجُ عزٍّ
    أيا تاجَ الرؤوسِ رُفِعتَ رَفْعًا

    أسلوب النداء في “أيا تاجَ الرؤوس” يحمل بعدًا بلاغيًا عميقًا؛ فهو نداء يشي بالحبّ والتقديس، لا بمجرد التوجّه. وقد استخدم الشاعر المجاز المرسل حين جعل دمشق “تاجًا للرؤوس”، أي رمزًا للشرف والسيادة، وهي استعارة تمجّد المكان من خلال تشخيصه.

    وفي قوله:
    سلامٌ يا دمشقُ إليكِ منّا
    عليكِ صلاتُنا وترًا وشفعا

     ينهض أسلوب الدعاء والتحية بعبءٍ وجدانيٍ شديد الدلالة، فالكلمة هنا ليست تحية عابرة، بل صلاة لغوية تُقيم علاقة طقسية بين المتكلم والمكان.

    أما الحقول المعجمية فهي واضحة:

    الفروسية: (الخيل – الصهيل – المدى – الموريات)

    الدين والقداسة: (الطواف – الصلوات – الشفع – الوتر)

    الثورة والشهادة: (الحق – الشعب – القرار – العزة)

    كل هذه المفردات تؤسس معجمًا ذا طابع ملحمي يذكّر ببلاغة الفتوح القديمة، لكن ضمن رؤية حديثة تسعى إلى تحرير الإنسان من القهر.

    فاللغة هنا ليست محايدة، بل مقاتلة، تعمل على إشعال الانفعال ورفع الوجدان الجمعي، مستثمرة طاقة العربية الكلاسيكية في سياق معاصر.

    المستوى الديناميكي (الإيقاع – الحركية الشعورية)
    يتخذ الشاعر من الإيقاع العمودي التقليدي بنيةً موسيقيةً قويةً تمنح النص سلطة الخطابة والتحريض. فالتفعيلة المنتظمة والقافية الموحدة تخلقان إيقاعًا جماهيريًا أقرب إلى الأناشيد الوطنية أو الملاحم البطولية.

    الشاهد:
    إذا عادَى نظامُ الحُكمِ شَعبًا
    هوى وجُيوشُهُ لَمْ تُجْدِ نَفعا

    تنتقل القصيدة في هذا الموضع من الحنين إلى الثورة. تتحول التفعيلة إلى فعل تحريضي، وإيقاع الشرط يعطي القصيدة قوة الحكم القانوني: من يعادي شعبه يسقط. إنه انتقال من الانفعال إلى الفعل.

    إذا ما ضيَّع الرَّاعي الرَّعايا
    فكيفَ الله يحفظهُ ويَرعَى؟

    والإيقاع في هذين البيتين إيقاع حكمٍ وسُنّةٍ كونيةٍ لا تُردّ.

    اعتمد الشاعر أسلوب الشرط (إذا – فـ) المتكرّر، وهو تركيب نحويّ ذو وظيفة منطقية وإيقاعية معًا، يُحدث توترًا صوتيًا يوازي الحماسة الثورية في المعنى.

    تكرار الصيغ المتناظرة “إذا عادَى / إذا ما ضيّع” يصنع توازيًا إيقاعيًا يؤكد القاعدة الأخلاقية: الظلم يسقط، والتقصير والمقصّر يُعاقب.

    هذا التكرار ليس زخرفًا صوتيًا، بل أداة إقناعٍ وجدانيٍ وبلاغيٍ تشحذ الانفعال الجماعي.

    في ختام القصيدة، يُغلق الشاعر النصّ بجملة وعظية تحمل نغمة الحكمة الشعرية:
    فكيفَ الله يحفظهُ ويَرعَى؟

    فتكون بمثابة توقيع أخلاقي يردّ كل سلطةٍ إلى ميزان العدالة الإلهية، مؤكدًا أن الشعر هنا يمارس وظيفة «الضمير الجمعي».

    فالحركة الإيقاعية في القصيدة ليست جمالية فقط، بل وظيفية، تُعبّر عن تصاعد الموقف من الانتماء إلى الثورة، ومن الحنين إلى الفعل، ما يجعل النص أداءً لغويًا–وجدانيًا في آنٍ واحد.

    المستوى النفسي (الانفعال والتحول الشعوري)
    القصيدة لا تُبنى على وجدان فردي، بل على شعور جمعي عروبي متراكم.
    الوجدان هنا لا يتكلّم بضمير “أنا”، بل بضمير الأمة.

    يتدرّج الانفعال من الحب إلى الحزن إلى الثورة حتى يصل إلى وعي احتجاجي كامل.

    الشاهد:

    بكَوا فرَحًا فأبكَونا جميعًا
    فقد ذرفَتْ عيونُ القلبِ دَمْعًا

    وأهلُ الشامِ هم منّا وَفِينا
    ألا أنعِمْ بهِمْ أهْلًا وربعا

    البيت الأول يكشف عن مفارقة نفسية عميقة: البكاء فرحًا. إنها دمعة الذاكرة أكثر من دمعة الحدث. يظهر البكاء هنا كتجسيد للفرح المؤجَّل والغائب، وكأن الحزن صار لغة جسر بين الشعوب لا بين الأفراد.

    هذا التحوّل العاطفي يعكس حالة نفسية مركّبة تتداخل فيها مشاعر النصر بالأسى، وكأن الفرح نفسه مُصاب ومشوَّه بفداحة الخسارة.

    فالدموع هنا ليست دموع حزن صريح، بل دموع ذاكرة وحرقة واشتراك وجداني.

    أما بيت “أهل الشام هم منّا وفينا”، فهو ليس مدحًا بقدر ما هو تثبيت للانتماء النفسي:

    الآخر ليس آخر، بل “نحن” في امتداد جغرافي مختلف.

    وبهذا، تتحول العلاقة من تعاطف إلى اتحاد وجداني بالكامل.

    يظهر التحوّل النفسي في النص بوضوح عبر المراحل التالية:

    1. بداية القصيدة: انفعال روحي جمالي تجاه دمشق (تطوف الروح…)
    2. منتصف القصيدة: انتقال إلى الوعي السياسي (فحقّ الشعب…)
    3. نهاية القصيدة: نبرة جديدة = الثورة / الرفض / المحاسبة (فكيفَ الله يحفظه ويرعى؟)

    فالنص لا يكتفي بالانفعال، بل ينهض من العاطفة إلى الموقف، ومن الحنين إلى الرفض، ومن الذكرى إلى الثورة. هذا الارتفاع في مستوى الشعور هو ما يجعل القصيدة نصًّا حيًا لا جماليًا فقط.

    المستوى الحجاجي (المنطق والشرعية)

    يقوم الحجاج هنا على برهان أخلاقي–ديني، لا شعوري، ويعتمد الشاعر على منطق العاقبة: من يظلم الشعب يسقط، ومن يخون الأمانة لا يحميه الله.

    الشاهد:

    فحقُّ الشعب أن يحيا عزيزًا
    وحقُّ الشعب أن يختار شرعًا

    لا يتحدث الشاعر من باب العاطفة، بل من موقع الحجة: الحق ليس هبة، بل شرع. الجملة تقريرية، صلبة، ذات حمولتين: أخلاقية ودينية، فتمنح الرؤية قوة القانون ومهابة الإيمان.

    إذا عادَى نظامُ الحكمِ شَعبًا
    هوى وجُيوشُهُ لَمْ تُجْدِ نَفعا

    إذا ما ضيَّع الرَّاعي الرَّعايا

    فكيفَ الله يحفظهُ ويرعَى؟

    يستخدم الشاعر أسلوبًا احتجاجيًا واضحًا، لكنه لا يحتج بعقل سياسي بحت، بل يعيد القضية إلى مستوى القيم العليا:

    الحق- الشرع-العدل-العاقبة الإلهية-

    فلا شرعية بلا شعب. ولا أمان للظالم، ولو امتلك الجيوش. ولا حماية إلهية لنظام يخون الرعية.

    الجملة الأخيرة في القصيدة ليست استفهامًا لغويًا، بل استفهام محاكمة:

    “فكيفَ الله يحفظه ويرعى؟”

    الجواب معروف، فلا حاجة لشرحه: الله لا يرعى الظلم.

    فالحجّة في القصيدة ليست عقلية فقط، بل قانون أخلاقي–إيماني، يجعل الشعر هنا نصًا مُلزِمًا، لا مُعجبًا فقط.

     المستوى الإيحائي العميق (الأسطورة – الرمز – الذاكرة)

    يتجاوز الشاعر ظاهر اللغة ليبني خلفها شبكة دلالية رمزية تستند إلى:

    دمشق = أصل الحضارة العربية الإسلامية

    اليمن = الجذر التاريخي الأول للإنسان العربي

    الشام + اليمن = شريان واحد للهوية، مهما كسّرت الجغرافيا الجسد

    الشواهد:

    بلادُ الشَّامِ لليَمَنِ امْتِدادٌ
    دَمٌ متمازِجٌ أصلًا وفَرعا

    تطوفُ الروح حولَ دمشقَ سبعًا
    ونبضُ القلبِ نحوَ الشَّامِ يسعى

    وحيث الخيلُ يسبقها صهيلٌ
    بهِ جُزْنَ المدى فوسَطْنَ جمْعا

    القصيدة لا تتعامل مع دمشق كمدينة، بل كأصلٍ رمزيّ للحضارة العربية والإسلامية.

    ولذلك يربط الشاعر بين الشام واليمن عبر الدم لا عبر الحدود.

    كأن الوطن العربي ليس جغرافيا بل جسدًا، وهذه مدنه أعضاؤه.

    الدم المتمازج أصلًا وفرعًا = وحدة قومية / تاريخية / إنسانية.

    كما يستثمر الشاعر طاقة الرموز الكبرى:

    الطواف ← طهارة/ قداسة

    الخيل والصهيل ← بطولة/ نهضة

    البرق والنجوم ← إشراق حضاري

    فالإيحاء في النص لا يستعمل الرمز بغموض تجريدي، بل يحمّله وظيفة:

    إلغاء الحدود السياسية لصالح وحدة الشعوب، ورفع دمشق إلى رتبة الذاكرة، لا الخريطة

    إذا هُوَ قد غدا أسَدًا عليهِمْ
    عصا الشعبِ الكَلِيمِ تصيرُ أفعَى

    في هذا موضع الذروة الرمزية. السلطة = أسد، الشعب = عصا موسى، النتيجة = انقلاب القوة حين تنقلب العصا إلى أفعى، وينهزم الفرعون. الرمز قرآني لكنه يُقرأ سياسيًا في لحظة عربية حرجة.

    التجربة الإبداعية للشاعر
    لا يكتب إبراهيم طلحة نصًا فرديًا، بل صوتًا جماعيًا. تنبني تجربته على ثلاث ركائز:

    1. العروبة كجسد مشترك لا كفكرة مجردة.
    2. الشعر بوصفه آخر أشكال المقاومة الأخلاقية.
    3. استعادة اللغة الكلاسيكية لا كتراث، بل كقوة مواجهة.

    إنه لا يمدح، بل يشهد. لا يُعلّي الأوطان، بل يُعلّي من يسكنونها ويُستنزفون فيها.

    مقارنة موجزة بين الشاعرين اليمنيّين  إبراهيم طلحة وعبد الله البردوني

    يجتمع الشاعران في كون الشعر عندهما ليس وصفًا بل موقفًا، لكن اختلاف التاريخ يصنع اختلاف النبرة.

    البردوني: يكتب العروبة من بوابة التاريخ والوعي التراثي، بنبرة رمزية ناقدة، ذات سخرية لاذعة.

    طلحة: يكتب العروبة من بوابة الدم والمصير، بنبرة مباشرة احتجاجية، تنتمي لما بعد 2011.

    عند البردوني: دمشق رمز مجدٍ مضى.

    عند طلحة: دمشق جرح قائم ودم يُستنزف.

    لغة البردوني = تأمل + مفارقة.

    لغة طلحة = تحريض + خطاب مباشر.

    إذا كان البردوني قد صاغ وعي الأمة في زمن ما قبل الانفجار، فإن طلحة يسجل نبضها في زمن الانهيار، ويكتب لا “عروبة الحنين”، بل “عروبة النجاة”.

    في الختام:
    تكشف هذه القصيدة أن الشعر العربي، حين يعود إلى وظيفته الأم، لا يكون وصفًا للعالم بل تعديلًا لميزانه. فالانتماء في النص ليس ترفًا بل حقًا، والحرية ليست حلمًا بل شريعة، والوحدة ليست خطابًا بل دمًا.

    وقد أثبت التحليل الذرائعي أن الجمال في النص ليس معزولًا عن الفعل، بل نابع منه، وأن عظمة القصيدة ليست في بلاغتها، بل في قدرتها على تحويل الوجدان إلى وعي، والدمع إلى موقف، والقصيدة إلى وثيقة أخلاقية في زمن الخذلان.

    نص القصيدة :

    تطوفُ الروح حولَ دمشقَ سبعا

    ونبضُ القلبِ نحوَ الشَّامِ يسعى

    لحيث العاديات أغَرْنَ صُبْحًا

    وحيث الموريات أثَرْنَ نَقْعا

    وحيث الخيلُ يسبقها صهيلٌ

    بِهِ جُزْنَ المدى فوسَطْنَ جَمْعا

    هنالِكَ للعروبةِ تاجُ عِزٍّ

    أيا تاجَ الرؤوسِ رُفِعتَ رَفْعا

    خليلي، من دمشقَ يلوح برقٌ

    فحَيَّا بارِقًا منها ولَمْعا

    طوالِعُ للنُّجومِ إذا تراءتْ

    أضاءتْ من دمشقَ سماءَ صَنْعا

    سلامٌ يا دمشق إليكِ مِنَّا

    عليكِ صلاتُنا وترًا وشفْعا

    وأهلُ الشامِ هم منّا وَفِينا

    ألا أنعِمْ بهِمْ أهْلًا وربعا

    بكَوا فرَحًا فأبكَونا جميعًا

    فقد ذرفَتْ عيونُ القلبِ دَمْعا

    بلادُ الشَّامِ لليَمَنِ امْتِدادٌ

    دَمٌ متمازِجٌ أصلًا وفَرعا

    حَماها ربنا وحمى حِماها

    حُماةُ حَماة هُمْ ودروع درعا

    فكم قاست وكم عانت وكادت

    تضيق بها السما والأرض ذرعا

    وذاقت سوريا الويلات حتى

    سمعنا الكل يندبها وينعى

    فما دامت قد اتَّخذت قرارًا

    إذن فلترهفِ الآذانُ سَمْعا

    فحقُّ الشعب أن يحيا عزيزًا

    وحقُّ الشعب أن يختار شرعا

    إذا عادَى نظامُ الحُكمِ شَعبًا

    هوى وجُيوشُهُ لَمْ تُجْدِ نَفعا

    إذا هُوَ قد غدا أسَدًا عليهِمْ

    عصا الشعبِ الكَلِيمِ تصيرُ أفعَى

    إذا ما ضيَّع الرَّاعي الرَّعايا

    فكيفَ الله يحفظهُ ويَرعَى؟!!
    ———————————

    المراجع:

    1. الغالبي، عبد الرزاق عودة& يحيى، عبير خالد. الذرائعية في التطبيق (طبعة منقّحة). دار النابغة، طنطا، 2019.
    2. الغالبي، عبد الرزاق عودة & يحيى، عبير خالد. الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية. دار النابغة، طنطا، 2019.
    3. يحيى، عبير خالد. قصيدة النثر العربية المعاصرة بمنظور ذرائعي. دار الحكمة، القاهرة، 2020.
    4. البردوني، عبد الله. زمان بلا نوعية. دار العودة، بيروت، 1983.
    5. البردوني، عبد الله. رجعة الحكيم بن زايد. دار الفكر، بيروت، 1993.
    المتميز
    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    السابقتعزية ومواساة بوفاة شقيق زميلنا الأستاذ محمود النجار
    التالي سهم الهوى

    المقالات ذات الصلة

    من قصيدة: “ظلٌّ لخطوات الرّيح”

    13 نوفمبر 2025

    سهم الهوى

    12 نوفمبر 2025

    تعزية ومواساة بوفاة شقيق زميلنا الأستاذ محمود النجار

    2 أكتوبر 2025
    اترك تعليقاً

    الأخيرة

    النطاقات المعرفية والإحالات المرجعية في شعر الأوقيانوس “أنس الدغيم”..

    1 يوليو 2024

    معارضة قصيدة (يا ليل الصب متى غده) للحصري القيرواني

    19 مارس 2024

    مرفأ الذكريات

    27 مارس 2024

    تَقَمُّص.. 

    28 نوفمبر 2024
    أخبار خاصة
    شعر 13 نوفمبر 2025

    من قصيدة: “ظلٌّ لخطوات الرّيح”

    ورحتُ أنزعُ من ظلّي نداوتَهُوأشعلُ البحرَ في وجهي الذي انجرفاوكنتُ أمشي إلى حُزني بلا قَدمٍوخطوتي…

    سهم الهوى

    12 نوفمبر 2025

    قراءة الدكتورة عبير خالد يحيى لقصيدة الشاعر د. إبراهيم طلحة: “في دمشق”..

    12 نوفمبر 2025
    إتبعنا
    • Facebook
    • YouTube
    • TikTok
    • WhatsApp
    • Twitter
    • Instagram
    الأكثر قراءة
    شعراء بلا حدود
    • من نحن
    • تعريف بـ “شعراء بلا حدود”
    • شروط النشر
    إدارة التحرير
  • رئيس مجلس الإدارة: حسن المعيني
  • رئيس التحرير: محمود النجار
  • مدير التحرير: د. مليكة معطاوي
  • مستشار التحرير: د. إبراهيم طلحة
  • : المدير الفني: طارق سعداوي \
  • مع كل متابعة جديدة

    اشترك في نشرتنا الإلكترونية

    © 2025 جميع الحقوق محفوظة.
    • الرئيسية

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter