شاركها
يتساءَلُ النُّدماءُ أين قصائدي؟
و أجيبهمْ والله ذوّبَها الأسى
ما عادَ في الشّاطِي القديمِ نَوارسٌ
تشتاقُ قاربَ شعرنا إمّا رسَا
قد كان في صَخَبِ القوافي موطني
وبها حروفٌ ما أعزَّ وأنْفَسَا
أطْلقتُها للطيرِ تَغْزِلُها ضُحىً
وتبيعُها للريح إنْ جَنّ المَسَا
ما عادَ في رصْفِ الكلامِ بلاغةٌ
إنّ البلاغةَ أن تُشيرَ وتهمِسَا
أمضيْ أعودُ أعودُ أمضيْ والنّوى
ليلٌ على تلك المَدائنِ عَسْعَسَا
وبَقِيتُ مُنْتَظِراً أُسَامرُ غايتي
وأُعِيدُ ترتيب الخُطى متوجّسا
وظللتُ أستجدي الطريقَ مسافةً
أخرى لأزرعَ خطوةً أو أغْرِسَا
لكن دربيَ مُثقلٌ بكمائنٍ
كم أرْهقتهُ وموعدٍ كمْ كُدِّسَا
بِتْنَا على شفةِ الرحيلِ حكايةً
و نجومُنا أضحتْ هنالك خنسا
مهما تمادى الليلُ في حلكاتِهِ
ميعادُنا صُبحٌ هناك تَنفَّسَا