لا تشعلوا الضوءَ أرهقتم به بصري
ولا تُقَفُّوا به هوناً علی أثري
أدمنتُ حزني؛ فلا تستغربوا جلَدي
وحدي أعدُّ حصی الآلام في سفري
إلياذتي بدم الأحرار أكتبُها
لا تستلذّوا بطعم الموت في صُوري
مدينةَ اليأس يا حزني ويا فرحي
سأعزف النصرَ في شعري لتنتصري
لا ترهِفوا السمع إن غنّيتُها ألما
فجر الخلاص سيمحو ظلمَ مَن ظلما
سأهجر الشعرَ والقرطاسَ والقلما
حتی يفارقني يأسي وينساني
نفسي تسوِّلُ لي أن أستريحَ هنا
أن أتركَ الناسَ والأحداثَ والزمنا
أغادر الموتَ نحو الموتِ حيث دنا
مني وصادر آمالي وأعياني
ما هدّني اليأسُ لكن هدّني الأسفُ
وبي من الحزن ما أُخفي فينكشفُ
سيفُ ابن أمي علی نحري وبي وجعٌ
هل أُشهر السيفَ أم مكتوفةً أقفُ؟!
ستُنكرون مقالي عنه .. حقَّ لكم
فمثلُكم أنا ما صدقتُ ما أصفُ!!
أظل أنكرُ رغمي ما أری زمناً
حتی يُجَزَّ به رأسي فأعترفُ!!
منّيتُ نفسيَ أن أحظی بنُصرتهِ
وجدتُ سيزيفَ مهموما بصخرتهِ
وظلمةُ القهر تذكي نار حسرتهِ
مثلي يكابدُ ما ألقی وينعاني
يا ماردَ الشعر أطلقْ في المدی صوتي
إني كرهتُ حياةَ الذل في صمتِ
من يعرف القهر لا يخشی من الموتِ
فاكتبْ لعل الندی والنورَ يغشاني
لي دمعةُ النور لي تسبيحةُ الألمِ
ولي وداعةُ إسماعيلَ في الحُلُمِ
هيا اذبحونيَ قُربانا لأنفسكم
وعطِّروا الأرضَ، روّوها بفيض دمي
هاتوا مداكم وهاكم كلَّ أوردتي
ستهلكون غدا من حُرقة الندمِ
ذرّوا رمادي لريح الخوف وانتشروا
غدا سأنبتُ من توليفة العدمِ
طيري الجريحُ أمالَ الغصنَ وارتحلا
وياسميني علی تقديسه ذبُــلا
لو كان قهريَ أو ليلُ الأسی رجلا
لكنت أرديتُهُ والموتُ أحياني
لا لونَ للعيد والأحزانُ تسحقُني
وأنفثُ الآه من صدري فتحرقُني
الموت يسرقُ آمالي ويسرقُني
متاهةَ الصبر قد ضيّعتِ عنواني
رداءُ عزّيَ نارُ الصبر تأكلُهُ
لم يبق لي غير هذا العمر أبذِلُهُ
منفايَ روحي التي ما زلتُ أنكِرُها
وكلُّ سرٍّ بها ما زلت أجهلُهُ
بين الخلاصِ وبين الموتِ ملحمةٌ
تستَشرِف النصرَ أو تبكي فتقتلُهُ
سأرسمُ النورَ ما شاء الخيالُ له
وأرقُبُ الوعدَ في فجرٍ أؤمِّلُهُ