كتبت صحيفة الرأي الكويتية بتاريخ 18 آب/أغسطس 2010 عن ملتقانا الرابع الذي عقد في المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة ما يأتي: «شعراء بلا حدود» تحتفل بالسياب في «الأعلى للثقافة»
طالب رئيس تجمع «شعراء بلا حدود» في مصر محمود النجار- خلال المؤتمر الرابع الذي عقده التجمع بالمجلس الأعلى للثقافة، قبل أيام، تحت عنوان «بدر شاكر السياب بين التجديد والتحديث» بان تعامل الدول شعراءها بقدر من التقدير، وقال: أود ان أقف على حقيقة مؤلمة تتعلق بشعراء الأمة ومبدعيها، وهي ذات صلة بمعاناة بدر شاكر السياب، ألا وهي حاجة المبدع إلى دفء وطنه وأهله، إلى التقدير والتكريم، والإحساس بقيمته، فالمبدع العربي منفي من وطنه، مهاجر أو مُهجّر، راحل أو مُرحّل، لا يُعترف بقيمته إلا بعد إن يكرم في منفاه خارج وطنه، أو في مثواه الأخير، ولو قمنا بعمل إحصائية للمبدعين العرب في دول المهجر، لأحالنا ذلك إلى الحسرة، فمتى يشعر المبدع بالأمن الاجتماعي والنفسي ليبدع من دون خوف؟
ومن جانب، قال الناقد مدحت الجيار: كان السياب مثار خلاف دائما بين الساسة والنقاد، فهناك من يرى إن نازك الملائكة، وفدوي طوقان هما أعلى شعريا منه، ومن يرى أن هجراته وهروبه المستمر كان نوعا من الاختلاء بالقصيدة، التي حاول أن يهب لها حياته، فهو لم ينس أبدا انه ابن البصرة التي أنتجت لنا الكثير من المعارف، وكان يصوغ القصيدة على أنها وسيلة من وسائل الحياة والحركة الاجتماعية، وبالتالي نجح في أن يكون محركا للحركة الشعرية العربية.
ونبه إلى وجود شبه وصفه بالشديد بين شعر السياب وشعر أمل دنقل في التغني بالوطن والمولد والوقوف ضد ما هو معرقل لمسيرة الأمة العربية، وأرجع الشبه إلى كونهما عربيين ومن أبناء الجنوب في بلديهما.
وأشار إلى أن السياب كان يلام لأنه لم يكتب شعرا سياسيا مباشرا، وقال: ظل محافظا على استقلاليته، ولم ينضم سوى للحزب الشيوعي الذي خرج ناقما عليه، على الرغم من أنه كان قوميا عربيا، وهو هنا أشبه بمحمود درويش، فعلى الرغم من انتمائه للحزب الشيوعي وصداقته العزيزة للرئيس ياسر عرفات، لكننا حينما نقرأ شعره، نجد به انتقادات لحركة فتح، وعتابا لمنظمة التحرير الفلسطينية.