كلما كتبت سطراً محوته
كي أنسى ما تقترفه يداي من ندم
كنت أقصد الندم
الذي يلقى ملابسه أمام الملأ .
أمحو عجزي أمام هذا المجاز المتورط بالمعنى
أمسح على وبر الحديث كي أهذب أطرافه
كي لا أتورط في بوح أقصده ذي حدين
ولا أقصده مثل مشرط جراح أعمى
أمحو تضاريس وجعي
النتوءات التي لطالما خبأتها بمساحيق ملونة
لتصبح مثل حديقة ود
قُطف أخضرها
أو مثل أكذوبة حرباء
تتخفى من لؤم الصيادين .
أمحو شتائمك التي أبتسم لها
ثم أشتمك في السر مداد قلبي ..
_ يا أيها الوغد _
ما أمحوه ..
أكثر من ملح أرشه على النوايا
على شغاف القلب المتورط بك كلعنة.
تغريني بزةُ القضاة التي تلبسها
المطرقة الخشب التي تضرب بها رأسي
كي أواري سوءة معناك
تستفزك شراهة سجائري وهي تلتهمني
الدخان الذي يخرج من رأسي
كلما أشعلته بالفكر
فنجان قهوتي
الذي أعده مرارا
كي تنفك سكرتي
يستفزك صمتي
تأتأة خوفي
لعثمة الجروح
يستفزك أنني وجعك
مرآة الوله المتشققة في رؤاك.
تنادمني على كأس لم نشربه
ولم نخرج ثملين من حكايتنا
عرجنا على غيمة المنايا
وما بقينا أحياء
حين لا أجد سبيلا
كي أتأبط ذراعك و أمشي
نسيت يدي في جيبك
ونسيت نسيانك في يدي
أبحث عن السكينة
وتبحث عن السكين .
أمحوك ..
كغلطة
أو كخطأ مطبعي
أتجاوزك ..
وأنفث على يساري ثلاثا
بـ (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
أتخطاك..
كإعلان
يحجب عني محتواك
أتهجاك..
وأتلعثم
كاسم ممنوع من الصرف
أمحوك.. وأنصرف إلى يقيني
إلى بيضاء..
كما كنت قبلك..