رمال على مد الأبد
كيف وصلت الآن في هذا الزحام ، عاشقا
ولا أحد
هذه دماؤنا ، ماءٌ
كيف وصلت يا حبيبي؟ !
وهنا بلدٌ ، خلفه بلدٌ ، خلفه بلد
والرمالُ والحصى
والرصيفُ المُعدُّ للقطط الأليفة
عاديةٌ جدا: شهواتنا، نزواتنا
عاديةٌ جدا: نظراتنا وصرير عظامنا
كلامنا المبهمُ عن الوجود، عن رائحةِ النعناع
عن الأزياء، عن البعيد
عاديةٌ جدا زرقةُ السماء، وبردُ الشتاء
والأمثال عاديةٌ جدا، وزندقةُ الحلاج، والشعر النادر، وحبلُ الغسيل
وعلى عجلٍ، فجأة، أو ربما على مهلٍ
تعيدُ ترتيب الوقت: دائرة، فثانية. دائرةً، فثانية
تعيدُ للضجر حصته من الماضي
تكنسُ الرصيفَ
وتوقظ المساء في المساء:
ساعاتُ الحائط على اليسار والبنفسجُ
والرؤى تغزو الحالمين
صار للعاشق كلامه المبعثر
عن أغنية يحبّ أن تحبها حبيبته
صار للعاشق عذابه اللذيذ
قل لي يا حبيبي :
من أنا ؟
وهذا الحلم المخضّبُ بالبنفسج
كلما نأى دنا
قل لي يا حبيبي :
أهنا هنا ؟
وهذا الوقت كلما كانَ، عاد عنّا وانثنى
قل لي يا حبيبي :
أنا أنا ؟
وهذا الكلامُ ، كلامي، كلما استقام انحنى
وقل لي يا حبيبي:
متى كانَ ما كان؟
والوقتُ ما زال يولد الآن/ هنا
حط البنفسج في باحة الدار
فصار للجمال آلهة كثيرة
للشعر ليله الفاحم
للعينين قمر مسافر وآخر حالم
للوجنتين احمرار المغيب
وللجسد نجمه الثاقب
أعدّ للفراش وليمة الضوء :
كلوا واشربوا وقرّوا عينا
أيها الفراش انتحر
هذا وقت البنفسج
والبنفسج لا وقت له
حاسمٌ وحالم
هكذا يا حبيبي صار للصباح
رائحة التراب المبلل
رأيت الغمام ذات مرة
لم أنتبه أنك هناك
كنت على حصانك الأبيض فوق السحاب
ماء على ماء على ماء
دمي يا حبيبي ماء
غسلته أمطارك توا، هذا المساء
دمي الآن ماءٌ على ماء
آه يا حبيبي
كم أنت قادم !
شاركها.فيسبوك
تعليق واحد
نرحب بك أخي هيتم في أول مشاركاتك؛ فأهلا بك ومرحبا