على الممحاة – قصيدة توبة
مثلك تمامًا، لا يمكنني أن أكون أبدياً
فذاتي تُفضي إلي أجلٍ بطئٍ
وأضيُء الكلماتَ بتلعثمٍ
ماحياً كل ضباب من جحيمي.
مثلك تمامًا أترك في دفتر الملاحظات
أشلاء روحي، وثلاثمائة
خمس وستون صفحة مجرد حسابات
أمحوها من التقويم كل شتاء.
مثلك تمامًا، هيئتي تُبلَى
فتقلم محيطها البالي على الحواف
بغدر متحرك
و مسودةٌ فارغةٌ تكفيني
لتذيب القصائدَ في أتونِ النار
فلربما يُشعِلُ بعض النار في أنفاسي.
اليقين
هناك عَاَلمٌ
يسأل عن أشياء ملموسة.
كلمات سهلة. ابداعات. ورقات
كلها آمال. قياسات وساعات.
ذلك العالم يحاول أن يُلهينا
أن يصادر فرحتنا الغريبة
في أن نقول “نحن”،
متغافلا وطأته علي ذلك الورق المُنْهِك
المثار فوق أرضيتنا،
وفرحتنا الغريبة فى أن نتذكر و أن نبني
عالما من أصواتنا.
إنه العالم
أعلم مسبقا
(لا تعتقد أنني أنساه)
أنك أنت و أنا نشكل العالم
على مقياسنا المضبوط
و إن كان ينقصنا مادة،
أو حجر، أو ماء أو وسيلة للحلم
فنطلب منك أن تستعير الأداة
وحينها كل شيء سيفرض حداً
دقيقاً في أعقابنا
لا تظن أنني أنساه
أعلم مسبقا
أنّك أنت وأنا العالم.
أغنية الغياب المكسور
ربما أردتِ أن تعرفين يا أونيريا
لماذا ظل منزلي مهجوراً
و لعلكِ مررتِ بجانب البابِ المهشمِ
و رأيتِ في النوافذ تكسرَ البلورات
ربما رأيتِ بنفسك على جدرانه الرطبة
وقد همَّ اللبلاب بنسج أراضيه،
وفي غرفه الباردة العارية بلا حياة ،
لم يبق مني هناك لا أثر ولا ذكري.
نعم يا أونيريا، لقد كنت أمكث أمام منزلك
يوما تلو الآخر، متوارٍ عن الأنظار وحذر،
في تلك الساعات المتورطة التي كان يمنحنيها الصباح
حين لم يكن في حلمك شيء يريبكِ منه
أردت فقط أن يكون حلمك قربي
لأكون قادراً على أخذه معي في منفاي،
لأكون قادراً على الشعور به حين تذكرني ليلة باردة
بوحدتي مرة أخري يا أونيريا
أخلاق وبلاغة.. إلى جاكوبو سادنيس
تعلَّـم أن تتحمل الحظ السئ
تماما مثل شكر الأوقات الرائعة.
فلا ترغب أن تعرف أين تولد
المحن، ولا أسبابها،
وتوقف عن التفكير من حين إلى آخر
فذلك أدعي لدعم اتزانك،
أكثر بكثير من هدمه يا جاكوبو
تقبَّل كم من مرات قبل ذلك
أن ليس دوما يولد الهدوء بعد العاصفة
ولا عقب ليل تغمر الشمسُ الأرضَ.
لأن الروح ترغب في ذلك، مراراً و تكرارا،
أو لأن الظروف ترغب أكثر،
فبعد كل ليلة هناك ليلة
وعاصفة تتبع أخرى.
سماء دلهي
قد شهد المتجول
أناسا يأكلون
على الأرض
المرتوية بالوحل والبول.
تمنى حقاً لو كان قد رتب
طاولة كبيرة، مفارش مائدة،
رغيف هائل من خبز نظيف،
ينبوع ماءٍ مبتسمٍ،
لكنه لا يملك سوي
منخل صغير من آبياته
و نبع زهيد
من كل آماله المسكوبة.