أعبرنا الحدود؟
قد عبرنا. أيعلم عشاقنا
كم صلاة تلونا؟ وكيف استطالت إلى الضوء أشواقُنا؟
كم هدمنا على دربنا من سدود؟
نحن جُزنا الحدود إلى عالم
لا ينام به العاشقون
وعبرنا السياجات من نبعنا الحالم
حيث كان هوانا الرضا والسكون
ودخلنا إلى منبع النار
ماتت براءة أحلامنا
واستبدَّ بنا الساهرون .
يا اتقاد الهجير
نحن في رحلة الشوق جُزنا إليك المحال
عابرين على عالم غسقيٍّ غريرْ
فيه حتى الطحالب ترمي الظلال الطوالْ
آه ماذا وجدنا وراء الحدودْ؟
أرهقتنا الأصابع
عرّى شجانا اللهيبْ
واستبد بأسرارنا
هاتكا سترنا
جاريا للرياح بأخبارنا
(يا عبودية الضوء لن أتعرى
أحب الظلام الكئيب ْ
وأحب الزوايا القريرات
أوثر أمسية معْ حبيبْ
وأحب التغرُّب بين الجموع
بقلب العباب الرحيب)
آه لا رجعة أنتِ ملك الهجير
هوة حيث كنت وتمثال ملح وصلب
والتعري شجاعة قلب يحب
آه سيري طريق الوديعين صعب
اصعدي درجات السعير
إن وصلت
سينبُع عند خطاك الغدير