قالت: إليك بدفتري فاكتب به
شعراً يصوّر أنجمي وورودي
ففتحتٰ دفترها وقلتُ لأحرفي
لا تحلمي إني لزمتُ حدودي
أدمنتُ في درب الحسان تحفظاً
وبقيتُ رهن تخوفي وصدودي
ماذا سأكتبُ والقصيدة أعربت
عن صمتها بتحجُّرٍ وجمودِ ؟!
أأُ عيدُ دفترها إليها دون أن
أُ بدي اعتذاراً حافلاً بردودي؟!
***
وهنا رمتني بالسهام عيونها
فوقعتُ في أسرٍ بدون قيودِ
وحضنتُ دفترها لصدري راجيا
منها انتظاراً راحماً لبرودي
وكتبتُ أجمل ما يليق بوصفها
وخرجتُ عن صمتي وبعض شرودي
أبدعتُ بالكلمات بسمة ثغرها
وعزفتُ همستها بنغمة عودي
ونسيتُ خوفي من عواقب موقفي
وهدمتُ من حولي جميع سدودي
وقّعتُ باسمي لوحةً لجمالها
متجاوزاً بالطبعِ كلّ حدودي
لما رأيتُ بوجهها وطني الذي
من دونه إني فقدتُ وجودي
***
ببراءةٍ قالت ودفترها معي
أبدعت في وصفي ورسم خدودي
فأجبتُ في عينيك بحرٌ يحتوي
جُز راً عليها ألفُ عرسِ صمودِ
فأطالع البرق الفلسطينيّ في
سحر آلعيون مؤملاً برعودِ
ما أنتِ إلا قريتي يا نجمةً
روحي لها ترقى بكلّ صعودِ
لا تذهبي عن غربتي وقصيدتي
فإذا ذهبتِ بحقّ ربّكِ عودي
يا جنةً في الأرض ما زالت معي
تحيا على عهدي وحلمِ وعودي
إني رسمتكٍ في عروق دمي دماً
يجري بأوردتي ونبضِ زنودي