ما الَّذِي يَزدَادُ مِنْ أَلَقِ القَصِيْدَةِ
ومَا الَّذِي سَيَنْقُصُ إِنْ هَجَرَتْنِي
أَحْلَى الْخَيَالَاتِ البَدِيْعَةِ
وحِنْكَةِ الـجُّمَلِ المنَمْنَمَةِ..
بِبَرَاعَةِ اللَّفْظِ الأَنِيْق
..خَلْفَ أَبْوَابِ العُزُوفِ عَنِ الكَلَامِ..
تَقْتَحِمُنَي الرَّغْبَة للوُصُول
إلى أنَاشِيدِ الحُقُول ..
فَيرفُضُنِي الوُصُول
لَا شَاعِرٌ سَيُشْهِرُ فِي وَجهِي
قَصِيْدةً مَجنُونَةً كَالنَارِ
ولَا الرّيْحُ الخفِيْفَةُ تُضْرِم دَاخِلِي
سِوَى اغْتِرَابِي مُنذُ أَحقَابِ الجلِيْد
ولَا دِفءُ تِلكَ النّار يَقبعُ فَِي الرّمَاد
مَا لِهَذَا الصّمتِ يَسْكُنُنِي
كالرّصِيْفِ يَسْكُنُهُ الجِيَاعُ
والغُرَباَءُ العَابِرُون
والقَوَارِيرِ الوَحِيْدَة
لمِاذَا تَهجُرُنِي القَصِيدَةُ
وأظَلّ خَاوِيَاً مِنْ كُلّ أَجرَاسِ الحقِيْقَةِ
وأظلّ مَسرُوقَاً تُقَلِّبُنِي انفِعَالَاتِ
الخُطَى المتَسَارِعَاتِ
نَحوَ مُخَيّمٍ يَرتَادُهُ الصّدَىَ
وأظَلّ مُكَبّلاً بِالحلُمِ الممقُوتِ
فِي إِيَمَانِهم
لِتَمُوتَ فِي دَمِي مَلَامحَ أُغْنِيَةٍ تَفَتّتَتْ
فِي رَحَى طَاحُونَةِ الأَلَمِ الّلعِين
وأظَلّ مُضَرّجَاً بِزِحَامِ أَفكَارِي النّثِيْرة
مُذْ رَضَعتُ مِنْ وَرِيدِ الشّمْسِ
عِنْدَ مُفتَرَقِ المسَافَةِ الكَوْنِيّةِ
بَيْنَ مَسَاحَةٍ مِنَ الأَرضِ اليَبَاب
وغُبَارِ كَوكَبٍ بِلَا هَويّة ..
أَظُنّنِي سَأظَل فَارِغَاً بِلَا قَصِيْدَة
حَتّى تَفُوحَ قَهْوَةَ الصّبَاحِ..
فِي امتِدَادِ فَصَاحَتِي
ويَعْرفُ الشّعرُ اتّجَاهِي ..
فَيهرُبُ مِنْ شِتَاتِ أفْكَاِري إِليّ .