عينٌ بكت وادي العقيق بمثلِهِ
دمعاً لأَجل فقيدها لا أَجلهِ
يا عينُ في الوادي الملاحُ كثيرةٌ
فتعوضي عشراً بها من أَهلهِ
هيهاتَ أيُّ فتى أَعاظته العصا
عن مقلتيه وإِن هدته لسبلهِ
بأبي حبيب ما دعاه إِلى النوى
بغض ولكن باعث من جهله
أَيام صحبتهِ جفاه وزاره
بعد السقامِ بكتبهِ وبرسلهِ
حذراً عليه وليس يدري أَنه
بالهجر أَول من سعى في قتلهِ
فاحذر صداقةٍ ذي الجهالة ضعف ما
تخشى عداوة من يصول بعقلهِ
يا مُدنفاً يحييهِ ثم يَميتهَ
قربٌ وبعدٌ في الضنين بوصلهِ
يحييه بعد مماته بوعوده
ويميته بعد الحياة بمطلهِ
يا من لذي وجد تولى أَمره
واشٍ يحكُّمَ جوره في عدلهِ
واش اتيحَ له يرى تفريقَه
بين الأحبةِ من زيادة فضلهِ
أصفيتهُ ودي لأَنقل طبعه
والطبعُ يعجزُ من يهمُّ بنقلهِ
لا ترجونَّ صلاح منهمكٍ يُرى
في عينه حسناً مساوى فعِله
حملُ الهوى صعبٌ وما كل امرئ
رشقته ألحاظُ يقومُ بحلمه
فاربأ بنفسك نحو من حمل العلا
والمجدُ حالُ تفاوتٍ في نقلهِ
الناصرُ الملك المعود جاره
ان لا تنام عيونُه عن ذحلِه
ما لي حرامٌ لاَ يحلُّ ومالكم
مهما أخذتُ أخذتُه من حِله
وإذا القريضُ أغار فيه غارةً
وأخذت فيك أتى عليه كلهِ
إنَّ المشد وليس يجهل ما هنا
من وجود مولانا عليَّ وفضله
في زرعي وحامي دونه
كالليث قام محامياً عن شِبلهِ
فأشر إِليه إِشارةً يرعى بها
حقي ويغمد ما انتضى من نصله
لا زلتَ حصنا يستظلُ بظلهِ
من خاف من جور الزمانِ وأهلهِ