شاركها

يا طيرُ غرّدْ فلحني ما به طربُ
نايي حزينٌ وأوتاري بها عَطبُ
ما أجملَ اللحنَ إذ ينداحُ منتشياً
في صفحة الروحِ لا غلٌّ ولا غضبُ
تغريدُكَ الشوقَ أنسامٌ معطرةٌ
ما ضمّها ورقٌ أو لـمـّـها أدبُ
لا اللونُ يشبه ما تشدو ولا لغةٌ
تسطيعُ أن تهبَ الأسماعَ ما تهبُ
إن الحفيفَ ـ إذا ما نسمةٌ عبرتْ،
وأوْجدَ القلبُ إذ يغتالُهُ النَّصَبُ ـ
يستلهمُ الصبحَ حيثُ الشمسُ غاربةٌ
أن يبعثَ الصبحَ في أرجائِها الطّرَبُ
يا طيرُ غرّدْ فما في الروضِ متسعٌ
إلا للحنٍ له حيث الهوى نسبُ
الروحُ لا تزرُ الآثامَ إن بَكَرَتْ
نَحوَ الحقولِ؛ فيجلو رانَها القَصَبُ
ولا تزالُ ـ وقد أفْضَتْ إلى نَهَرٍ
شريانُه القلبُ، لا عقلٌ ولا عَصَبُ ـ
تزهو بشوقِ اللمى للأنسِ من لهفٍ
شوقَ الرُّضابِ إذا ما شفّهُ اللهبُ
النار تُطفى بماءٍ كلّما استعَرتْ
لكنَّ نار الهوى بالماء تلتهبُ
قد نرتدي الوردَ قمصاناً مزركشةً
تشدو العصافيرُ فيها والمُنى تثِبُ
وقدْ نفارقُ إسمنتاً بَنَوْهُ لنـــــا
سورًا من الخوفِ، لا أمٌّ، ولاتَ أبُ
يا طيرُ غرد فروحي اليومَ عالقةٌ
في غصنِ داليةٍ بالرّاحِ ينسكبُ
مهما اجتليتُ من الألحانِ أشغفِها
الروحُ ما طربتْ، قد عزَّها الطلبُ
غِيضَ النهارُ، وغارت شمس موعدنا
نام الجناحُ ومالتْ نحونا الشُّهُبُ