منذ أن كان الحرف كان الأدب.. ولذا فإن صناعته تعتمد على عدد من مقوّمات الإنتاج التي تجعله يتّجه إلى واحدةٍ أو إلى عدّة أجناس. وقد حدثنا التاريخ عن أن العديد من المبدعين توسعوا في أكثر من مجالٍ، بل إن البعض منهم توسّع إلى مجالاتٍ خارج الأدب، كأن يكون فيلسوفا أو عالم رياضيات أو طبيبا. وأمام حركة وتطوّر المجال الكتابي في القرن العشرين وحتى قبل هذا الزمن كان تعدّد الكتابة يعد واحدا من مجالات الإبداع التي توسم بها الشخصية المنتجة، بل نقرأ الكثير من المبدعين في ديباجة الوصف من أنه الشاعر والقاص والروائي والمترجم والناشر والأكاديمي، لكن البعض يرى أن تعدّد الكتابة في الأجناس الأدبية تشظٍ أو ضياع للجهد والتركيز وعدم ثقة بجنس أدبي، فضلا عن كونه تزاحما في الأفكار، ما يؤدّي إلى إنتاجٍ متشابه العلامات والدلالات. في حين مثلا لا أحد يشكل على تعدّد مواهب الفنان الذي يكتب ويخرج ويمثّل، وهو أكاديمي أيضا وموسيقار وشاعر: والسؤال.. لماذا يعد التعدّد في الإنتاج الأدبي منقصة وسبّة؟ ولماذا يشار لمن تتعدّد (مكائن) إنتاجه الفكرية على أنه بعيد عن التركيز في الإنتاج؟ ولماذا يقال عنهم إنهم يتدخلّون في اختصاصات أخرى ويدعون إلى الالتزام بالاختصاص الواحد؟
سبع صنايع
يؤكد الكاتب الأردني رشاد أبو شاور أن التعددية تجدي في السياسة، لكن ليس في الأدب. والتخصص ضرورة طبيعية وحياتية. فهو يتيح للمبدع التركيز على مجالٍ واحدٍ، بدل أن يشتّت طاقته بين عدّة مجالات.. لكنه يستدرك بالقول اللهم إلا اذا كانت هذه المجالات تنبع من منبعٍ واحد. فتجري كفروع للنهر الأصل. ويشير إلى أنه مهما كان المبدع متعدّد الإنتاج فإنه في النهاية لا يوصف إلا بوصف واحد، بل إن الوصف يرتبط به. فعندما يذكر الرسم نتذكر بيكاسو، الموسيقى بتهوفن، أنسى الحاج الشعر رغم أنه كان صحافيا متميزا، بدر شاكر السياب الشعر وهكذا. ولو أن أيا من هؤلاء شتّت إبداعه على أكثر من مجال لما اشتهر ورسخ في الذاكرة. ويضيف أن الأمر حتى في الحياة اليومية يقولون لمن يشتّت جهده «سبع صنايع والبخت ضايع». فمن يمتهن أكثر من مهنة يسلك طرقا متعددة فيضيع منه الطريق. ويبين إلى أن هذا الأمر جربته بنفسي. فعندما يصفوني بالشاعر أتلفت حولي، وعندما يقولون الصحافي أنهض بكاملي وأقول «نعم». فأنا مهنتي الصحافة منذ أربعين عاما، رغم أني خريج آداب/ لغة وأدب أنكليزي.. لكنني بقيت متأثرا بما درسته، وككاتب مقال اعتمدت اللغة الأدبية في مقالاتي السياسية، وهو ما يسمّى الأدب السياسي. ويؤكد أن إيماني العميق أن كل من يكتب يجب أن يستخدم لغة جميلة وليس مفردات مهترئة وتعبيرات مكررة. ويمضي بقوله كنت أمضيت سنوات طويلة في الصحافة وكاتب مقال إلى أن شجعني صديق أن أختار من مقالاتي ذات الديمومة والصبغة الأدبية وأنشرها في كتاب. وهذا ما حصل لكتابي الأول «لكم أنتِ بي» نكهة وطن، عام 2008 وكنت آنذاك مدير تحرير لجريدة «الوقت» البحرينية. وبعد تقاعدي من العمل اليومي فإنني أتفرغ الآن لكتابة ما اختزن في ذاكرتي وتجربتي.
مهارة الإدارة
لكن الناقدة العراقية أشواق النعيمي، ترى أن تعدّد الإنتاج بحد ذاته أمر جيد ومستحسن، شرط أن لا يؤثّر على نوعية الإنتاج. فكم من مبدعٍ على المستوى العربي والعالمي، أجاد الجمع بين عدد من الفنون الأدبية وغير الأدبية. والتاريخ حافل بأسماء لامعة في سماء الأدب، نجحت في كتابة الشعر والقصة والرواية، منهم الكاتبة اللبنانية غادة السمان، وجبرا إبراهيم جبرا الذي جمع بين الأدب والترجمة والفن التشكيلي باعتبار أن ممكنات الإبداع وأدواته تتوجّه حسب ميول وقدرات المبدع الفكرية والنفسية. وفي الوسط الثقافي العراقي لنا أمثلة عديدة استطاعت أثبات حضورها في أكثر من مجال في آن واحد، شعرا أو سردا أو فنونا تشكيلية، ويبقى رأي الجمهور الخط الفاصل في الحكم على جودة هذا التنوع باعتباره الفئة المستهدفة للإبداع، والنقاد لتقييم جودة الإنتاج ورصد مديات التأثير المعرفي والتلاقح الإيجابي بين تلك الأعمال الإبداعية .وبما أننا نعيش عصر الميديا والفضاء الإلكتروني المفتوح، الذي أثّر بشكلٍ مباشر على معايير الإنتاج الإبداعي واشتراطات نجاحه وفرص انتشاره، إضافة إلى المسابقات العربية والعالمية التي تٌسيل لعاب الكتاب بجوائزها المغرية، دفعت الكثير من الأدباء إلى خوض تجربة الكتابة المغايرة رغبة في الوصول إلى الجوائز والانتشار خارج أسوار المحلية، فالشاعر قد يكتب الرواية، والروائي يكتب النقد ويؤلف ويخرج النصوص المسرحية، والقاص يكتب القصيدة، وقد يبدع في مجالات فنية كالرسم أو النحت وغيرها، ما دام يمتلك مهارة إدارة كفاءته الإبداعي، وعن تجربتها تقول النعيمي، كتبت القصة القصيرة والنقد الأدبي والاجتماعي، إضافة إلى عدد من المؤلفات النقدية في السرد الروائي كما كتبت الكثير من النصوص المسرحية المتنوعة لفئة الكبار والفتيان والأطفال، وأحرزت في التأليف المسرحي المراكز المتقدمة في المسابقات المحلية والتربوية، وكتبت قصيدة النثر وأحرزت فيها المركز الثالث في مسابقات وزارة التربية، وجوائز أخرى في القصة القصيرة. وتشير إلى دور البحث والكتابة النقدية في إثراء تجربتي في الحقول الأخرى، إذ أتاح فرصة قراءة أعداد كبيرة من الكتب السردية والشعرية والنقدية ودراسة المناهج والنظريات والآراء النقدية، والاطلاع على التجارب المختلفة والأساليب المستحدثة في الكتابة .
صور الإنتاج
ومن جهتها تقول الناقدة المصرية نهال القويسني، إن عصرنا الحديث يحمل ملمحا متميزا من تعدّد وتنوع أدوات التعبير والنشر والتواصل، ما أتاح للكثيرين، بل وأغراهم بالتعبير عن أفكارهم وتواصلهم مع الآخرين حولها بصورة لحظية، قد تصبح تفاعلية في بعض الأحيان. لذا وجد كل إنسان فرصته في التعبير عن مشاعره وأفكاره دون عناء. وتشير إلى أن الأمر لم يعد مرهونا بأن ينشر له كتاب يحوي فكره أو إبداعه، ولم يعد تحت رحمة هذه المطبوعة أو تلك في نشر آرائه وكتاباته، خاصة إذا امتلك أدوات التعبير عن ذلك. في الماضي ذاع صيت الفلاسفة والأطباء والعلماء وفقهاء القانون الذين يمتلكون الفكر والأدوات التي تؤهلهم للإنتاج الأدبي بصوره المختلفة. وتبين أن الشعر كان هو سيد المشهد عبر العصور السابقة ومعيار التميز الإبداعي، فقد كان وعاء لفكر ومشاعر صاحبه، وذلك الرسول الذي يحمل رسائله الوجدانية ليتقاسمها مع الآخرين. وتعتقد القويسني أن القول الفصل هنا هو معايير الإبداع، فلو تأملناها مليا بمعايير عصرنا نجد أنها تتركّز في الموهبة وامتلاك أدوات التعبير من لغةٍ وفكرٍ وغيره حسب صورة ونمط الإبداع في المنتج النهائي.
كل ذلك لا بد أن يدعمه زخم معرفي وتجربة إنسانية تحمل رؤية واضحة المعالم ومحددة السمات للحياة والوجود. ترى ايضا أن أشكال الإبداع وقنواته وأدواته تأتي في المقام الثاني، وهي لا تمثل أيّ مثار للتحفّظ، بل أراها منطقية تماما ولا تعارض بينها، ولا تأثير سلبي في قيمة المنتج الأدبي النهائي مهما تعددت أشكاله. وتعتقد أيضا أن الأساس هو أن يمتلك المبدع تقنية الشكل الأدبي الذي قرّر أن يضع فيه رسائله الوجدانية، تسوقه إليها مشاعر متدفقة وصورة ذهنية وخلفية معرفية ورغبة في تصوير هذه الانفعالات الإنسانية، كل ذلك تحكمه الموهبة، وهي القول الفصل في هذا الشأن.
الموهبة أوّلا
الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية سامية خليفة ترى من جهتها، أن الأنواع الأدبية تعدّدت ودخلت أنواع جديدة على أدبنا العربي مثل، الهايكو والتانكو وحتى الرواية التي تعتبر نوعا أدبيا لم يكن يعرفه العرب قديما. وترى أن هذا التمازج يضطرنا إلى التنوع الأدبي لكنها تتساءل هل كل من يكتب نوعا أدبيا يمكنه أن يكون مؤثرا وفاعلا بكتابته؟ وتجيب بجزم أن القضية نسبية فهناك استثناءات، من منا لا يعرف تعدّد الأنواع الأدبية التي برع بها الرسام والفيلسوف والشاعر والأديب جبران خليل جبران مثلا، وحسبما تعتقد فإن الإبداع لا يقتصر على نوعٍ أدبي معيّن، حتى إن كان المبدع مهندسا أو فيلسوفا على أن يكون الإرث الثقافي واللغوي لديه كبيرا، وترى أن النقد بحد ذاته عملٌ فيه ابتكارٌ وإبداعٌ، لكن ليس كل كاتب يمكنه أن يكون ناقدا لأن عملية النقد تحتاج إلى أسسٍ معينة ومعرفة وثقافة واسعة. وتؤكد أن الإيمان بشيء يرافقه إتقان كذلك بالنسبة إلى الأنواع الأدبية، إن لم تعشق ذلك النوع باحثا عن أصوله وشروط الخوض فيه، فحتما لن يمكنك الإبداع فيه. وتتحدث عن تجربتها الشخصية وتقول، أنا فنانة تشكيلية لكنني أعطيت جلّ وقتي وتفرغي للقراءة والكتابة، هنا أنا لا أناقض فكرتي، بل بالعكس، أؤكدها، لم أعشق الرسم فجعلته من اهتماماتي الثانوية، وأعطيت كلّ وقتي للكتابة المختلفة بأنواعها كتبت الرواية التفاعلية المشتركة مع القاص العراقي صالح جبار خلفاوي، بعنوان «سرديات نخلة» بالإضافة إلى كتاباتي الشعرية النثرية فلدي أربعة دواوين. وتخلص إلى القول إن كل ما علينا لنبدع هو الموهبة أولا ثم تكريس الاهتمام وإعطاء الوقت والتحلّي بالغنى الثقافي والمعرفي، أما من يقول إن التنوّع الكتابي يشتّت الذهن، ويقلل من قيمة إنتاج هذا النوع على حساب ذاك النوع فأنا أخالفه الرأي.
الخيال والعصر الحديث
اما الروائي العراقي عمار ثويني فيعيد الباعث في ذلك إلى أن من يبدي الرأي لا يمت بصلةٍ وثيقة بالأدب، فهو على الأغلب مجرّد متابعٍ أو قارئ محب للأدب. الأجناس الأدبية مترابطة وذات صلة وثيقة أحدها بالآخر مثل، القصة والرواية والمسرحية رغم بعض اختلافاتها ذات الصلة بسمات كلّ نمطٍ، الذي يعرفه الأديب ويضع ذلك في الاعتبار قبل الشروع بأي عمل. ويرى أن المعضلة الرئيسية التي يشكلها البعض، والتي ربما تكون غائبة عنهم هي في الخيال والموهبة. فهنالك كاتب صاحب خيال خصب وموهوب في الكتابة السردية وعلى دراية تامة بالأجناس الأدبية ولديه تجارب حياتية كثيرة، سواء تلك التي عاشها، أو التي سمع بها فما الذي يمنع من أن ينتج رواية ومجموعة قصصية كل عام أو حتى أقل من هذا الوقت؟ ويطرح سؤالا آخر. لماذا لا يكون التقييم على أساس جودة النتاج لا على الوقت الزمني الذي استغرقه الأديب أو جنس المنتج؟ ويعطي مثالا الكاتب الراحل نجيب محفوظ، باعتباره أنتج أكثر من 50 عملا ما بين روايات الكثير منها طويلة، وقصص ومسرحيات، إضافة إلى مقالات بباعث من كونه موهوبا وذا خيال خصب وبارعا في السرد في هذه الأجناس الأدبية، لكن لم يشكك أحد في قدراته أو موهبته أو يثر مشكلة التداخل ما بين الأجناس الأدبية، مذكرا بأن محفوظ عاش في عصرٍ حافلٍ بالتحديات في ما يتعلّق بالكتابة والطباعة قبل ثورة الإنترنت والحاسوب، الأمر الذي استغرق منه وقتا طويلا في الكتابة وإجراء التصحيحات يدويّا وإرسال المخطوطات عبر البريد إلى الناشر بالمقارنة مع الوقت الحالي الذي باتت فيه الكتابة متيسّرة للغاية، خاصة ما يتعلّق بتوفر المعلومات وإعادة صياغة المسودات وإجراء التعديلات والتواصل مع الناشرين، وحسب رأي ثويني فإن الأديب المبدع قادر على الكتابة في معظم الأجناس الأدبية، إن لم تكن جميعها، ما دام يملك الخيال والمعرفة التامة بسمات كل جنس أدبي ويتمتع بملكة الكتابة الرصينة، إضافة بالتأكيد إلى عامل الوقت، دون أن نغفل عن مطلب مهم يتمثل بالحاجة إلى تجديد الأسلوب وإلا سيقع الكاتب في مأزق التكرار.
التقوقع والنمطية
القاص العراقي حسن عبد الرزاق، يرى أن تعددية النتاج الأدبي حالة مارسها أغلب المبدعين عبر التاريخ، بل نادرا ما نجد مبدعا اقتصر على حقلٍ واحد طوال حياته ولم يعبر صوب بقية الحقول، وأضاف أن النجاح في هذا الأمر مرتبط بتمكن الأديب ومهارته في استخدام أكثر من لغة وفهمه الدقيق لصلاحية الشكل التعبيري الذي يلائم الفكرة أو الموضوع الدائر في ذهنه، الذي يبغي إيصاله إلى الآخر. ويستدرك عبد الرزاق من انه مع التخصص الأدبي والتركيز في الكتابة على الميدان الذي يجد الأديب ذاته فيه، لكنني لا أجد ضيرا في أن يتّجه المبدع إلى الميادين المجاورة، ما دام شرط التفرّد والتميز حاضرا لديه. ويعرض الكتابة ببعدها النفسي من أنها عملية تفريغ لما يتراكم داخل الأديب من أفكارٍ وانفعالاتٍ تتضاعف بحكم تفاعله المستمر مع الحياة، وقد يكون من المريح جدا له أن يمارس عملية التفريغ هذه من خلال أنماط الإبداع المختلفة بدلا من التقوقع على نمط محدد لا يجد فيه احيانا متّسعا لاستيعاب تلك الأفكار والانفعالات.
الترابط والأجناس
فيما يرى الأديب والكاتب طارق الكناني، في البداية كان الأدب ونجد ذلك في طريقة اهتمام الأمم في إظهار ما لديها من إرثٍ أدبي وبكلّ أغراضه ولا يقتصر على جنسٍ واحدٍ، ويرى أن الملاحم الأدبية التي وثقها التاريخ لنا هي التي جعلتنا نؤمن بشكل قاطع بأن تلك الأمم عاشت حياة مزدهرة فمثلا ملحمة جلجامش والإلياذة اعطت انطباعا للفكر الجمعي الإنساني بأن هناك خطا حضاريا تم توثيقه في هذه الملاحم، فهو رسم صورة حقيقية لخلجات وإرهاصات واهتمامات تلك الشعوب، كما رسمت ملحمة الشهنامة للفردوسي مستوى الفكر الحضاري لتلك الأمة، وموقفها من الأمم المجاورة لها، ويرى أن الجميع يؤدي إلى نتيجةٍ واحدةٍ وهي انعكاس حقيقي لتراث الأمم ومدى رقيها وإسهامها في الضمير الإنساني، والأجناس الأدبية مثل الشعر والنثر والقصة والقصة القصيرة والرواية، وربما ينتج المخيال البشري أنواعا عديدة غير هذا، ويضيف أن كل ما تنتجه العقول البشرية من إبداع نجد هناك تجانسا كبيرا بين كل هذه الأجناس ولا يقتصر الأمر على الأدب فقط، فهناك ترابط حقيقي بين الفن والأدب، فكثيرا ما نجد فنانا له القدرة الفائقة على كتابة الشعر وتلحينه وغنائه وهذا يعطي نوعا من التفوّق لهذا الفنان، وهناك الممثل المسرحي الذي يجيد كتابة المسرحيات وتمثيلها وإخراجها أو الأفلام وهذا يجعله في موقعٍ متميز، ويعتقد أن الأمر ينسحب أيضا على الأديب في كتابته الشعر والقصة والرواية، والأدب العالمي يعرف مثل هذا النموذج من الأدباء، وبالتالي هم حفروا أسماءهم على جدار الضمير الإنساني بمسرحياتهم وأشعارهم ورواياتهم، ويذكر أن التاريخ ذكر الكثير من أسماء الذين نبغوا في أكثر من جنسٍ أدبي منهم أبو نصر الفارابي، الذي تعدّدت مواهبه بين الفن وبقية أجناس الأدب، وفي تاريخنا الحاضر هناك الكثير من أدبائنا ممن يجيد أكثر من جنس أدبي وهذا يعكس مدى تفوقه وقدرته على الخوض في مجالات أدبية عديدة مثل الشعر والرواية والقصة والنقد، وأعرف منهم من يجيد الفن مثل التلحين والغناء والتمثيل، وربما التشكيل، فطبيعة الأديب قابلة للتطور بما يمتلكه من مخيلة واسعة وقدرة على استلهام الواقع ورسمه بمحددات جمالية يحتاجها المتلقي.