الإسْكَنْدَرِيَّة هي العاصمة الثانية لمصر وكانت عاصمتها قديمًا، وهي عاصمة محافظة الإسكندرية وأكبر مدنها، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 55 كم شمال غرب دلتا النيل، على مساحة 2523 كم²، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب محافظة البحيرة وبحيرة مريوط حتى الكيلو 71 على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ويحدها من جهة الشرق محافظة البحيرة وخليج أبو قير، ومن الغرب حتى الكيلو 36.30 على الطريق الساحلي الدولي، ومركز برج العرب.
تضم مدينة الإسكندرية الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر موانئ مصر البحرية وهو ميناء الإسكندرية الذي يمر به نحو 60% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تحتوي على أكثر من ثمانية ملايين كتاب، وتستقبل حوالي 1.5 مليون زائر سنويًا، كما تضم العديد من المتاحف مثل متحف الإسكندرية القومي والمتحف اليوناني الروماني، والمواقع الأثرية مثل قلعة قايتباي وعمود السواري، بلغ عدد سكان مدينة الإسكندرية في 1 يوليو 2017 حوالي 5039975 نسمة، يعملون في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وتنقسم الإسكندرية إلى تسعة أحياء إدارية هي حي أول المنتزة، حي ثان المنتزة، حي شرق، حي وسط، حي غرب، حي الجمرك، حي العجمي، حي أول العامرية، وحي ثان العامرية.
بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 332 ق م، عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى “فاروس” بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة”، يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقرب من ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700000 مجلّد، وفنار الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال قوي سنة 1307.
يرى بعض المؤرخين أن اختيار الإسكندر الأكبر لمدينة الإسكندرية كي تكون عاصمة لدولته، استهدى في ذلك بتوجيه معلمه الروحي هوميروس في ملحمة الأوديسة، حيث ذهب تليماخوس بن أوديسيوس ملك إيثاكا، إلى مينلاوس ملك إسبرطة يسأله إن كان يعرف شيئا عن مصير والده المختفي، فحكى مينلاوس عن أهوال الحرب وشجاعة ملك إيثاكا وجيشه المفقود، وأنه بعدما أضنى التعب جيوشهم، بلغوا شواطئ مصر، عند جزيرة فاروس، وهناك كما يقول ملك إسبرطة: «كان في مقدورنا أن نُروى من كوثر هذه البلاد التي تجري من تحتها الأنهار».
العصور القديمة
في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعدّ موقعًا استراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل، أو لربما كانت «راكتوس» مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى “جزيرة فاروس” يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا، في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنة والأسرة الثلاثون سنة 343 ق م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشام والعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع سنة 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلى غزة حتى أتم دخول مصر سنة 333 ق م.
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي، ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلى مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحة سيوة، وأجرى له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون، وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى «راقودة»، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان وهي مدينة الإسكندرية (باليونانية القديمة: Ἀλεξάνδρεια ἡ κατ’ Αἴγυπτον؛ وباليونانية الحديثة: Αλεξάνδρεια)، وعهد ببنائها إلى المهندس دينوقراطيس، والذي شيدها على نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية، وكذلك إنشاء جسر يصل بين الجزيرة والقرية أُطلق عليه “هيبتاستاديون”، وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند وآسيا الوسطى، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الإثنين والثلاثين من عمره.
اتسمت الإسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة، وتحوّلت في ذلك الحين إلى عاصمة لمصر، وأصبحت إحدى حواضر العلوم والفنون بعد أن شيَد فيها البطالمة عددًا من المعالم الكبرى مثل مكتبة الإسكندرية التي تُعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ، وفنار الإسكندرية التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وكانت تطل على البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير؛ إذا ما قورن بينه وبين ميناء هيراكليون عند أبو قير على فم أحد روافد النيل القديمة التي اندثرت، وحالياً انحسر مصب النيل ليصبح على بعد 20 كيلومتراً من أبوقير عند رشيد.
خضعت المدينة اسميًا للرومان سنة 80 ق م، وفقًا لرغبة بطليموس العاشر، واستمر الأمر على هذا المنوال قرابة قرن من الزمن قبل أن تسقط بيد يوليوس قيصر بعد حصار الإسكندرية (47 ق.م)، عندما استغلت روما النزاع والحرب الأهلية القائمة بين بطليموس الثالث عشر ومستشاريه وشقيقته كليوبترا السابعة، وبعد عدة معارك انتصر قيصر وتم قتل أخيها، وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر، وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر. سقطت المدينة بيد القائد «أوكتافيوس» الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور «أغسطس» في 1 أغسطس سنة 30 ق م، بعد معركة الإسكندرية، وبهذا أصبحت مصر ولاية رومانية، ظلت الإسكندرية أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة، وأقدم الرومان على عمل العديد من الإصلاحات فيها، فقاموا بتجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربط نهر النيل والبحر الأحمر لخدمة التجارة، وكذلك فقد أعطى الرومان لليهود في الإسكندرية والذين كانوا يمثلون جزءًا أساسيًا من التركيبة السكانية للمدينة، حريات كثيرة وسُمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة.
غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر في المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم “الأكثر رغبة في الثورة والقتال من أي قوم آخر”، فمن أعمال الشغب في الإسكندرية سنة 38 وتمرد اليهود سنة 116، والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة، فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى سنة 215 وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هجاء قيلت في الرجل، غير أن من أهم أسباب الاضطراب هو أن العالم قد شهد أحد أهم الأحداث في التاريخ وهو ميلاد الديانة المسيحية، والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني في مصر، وحيث أن الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين وتدعوهم إلى نبذ الوثنية وعبادة الله، فقد بدأ عصر جديد من الاضطهاد حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين. ضربت موجة تسونامي هائلة المدينة بتاريخ 21 يوليو 365، جرّاء زلزال وقع بالقرب من جزيرة كريت، ونجم عنها خراب ودمار كبيرين.
اكتسبت المسيحية قوة كبيرة رغم كل النزاعات وذلك في مواجهة ديانة باقي المصريين من الوثنيين وخاصة في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (378-395) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية، فعقد بطريرك الإسكندرية ثيوفيلوس (385-412) عزمه على تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بدقة وحزم وقد عاونه اتباعه وقوات الإمبراطور، فتم تدمير عدد من المعابد الوثنية وتحويل بعضها الآخر إلى كنائس مثل معبد سرابيوم المقام للإله سيرابيس وذلك سنة 391 حيث شيدت على أطلاله كنيستان.
العصور الوسطى
خضعت الإسكندرية للإمبراطورية البيزنطية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربي روماني وشرقي رومي بيزنطي، وفي القرن السابع الميلادي كانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف، فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية الساسانية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر، فدخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها، لكن الحكم الفارسي لم يدم إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوي في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع مذهب المونوثيليتية فعين بطريركًا رومانيًا يدعى «كيرس» والمعروف عند مؤرخي العرب باسم «المقوقس»، لتحقيق هذه الغاية، إلا أنه فشل في ذلك، وخلال هذا العهد كان الإسلام قد برز في شبه الجزيرة العربية واستقطب أعدادًا كبيرة من الناس، وكان النبي محمد قد أرسل إلى حكام الدول المجاورة رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان المقوقس من ضمن هؤلاء الحكام.
بعد وفاة النبي محمد، خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، فانطلق عمرو بن العاص من القدس إلى مصر، بعد أن شاور الخليفة عمر بن الخطاب، سالكًا الطريق التي سلكها قبله قمبيز والإسكندر الأكبر، واصطدمت القوة العربية بالروم في مدينة الفرما مدخل مصر الشرقي، فسقطت المدينة بيد عمرو، ثم تبعتها بلبيس، وكان المقوقس عامل الروم على مصر قد تحصن بحصن إزاء جزيرة الروضة على نهر النيل، ورابط عمرو في عين شمس، ولما وصلت الإمدادات من الخليفة عمر، تقاتل الفريقان في منتصف الطريق بين المعسكرين، فانهزم المقوقس واحتمى بالحصن، ولمّا ضيّق عمرو عليه الحصار اضطر إلى القبول بدفع الجزية، وتابع عمرو استيلائه على المدن المصرية ولم يبق إلا الإسكندرية عاصمة الديار المصرية وثانية حواجز الإمبراطورية البيزنطية، وكان الاسطول البيزنطي يحميها من البحر، ولكن شدّة الغارات البريّة العربية، وموت هرقل وارتقاء ابنه قسطنطين الثاني عرش الإمبراطورية وكان حديث السن، جعلت الروم يوافقون على شروط الصلح، فجلت قواتهم وأسطولهم عن المدينة ودخلها المسلمين فاتحين، وأطلقوا الحرية الدينية للأقباط وأمّنوهم على ممتلكاتهم وأرواحهم.
ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيون بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646، ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين الأول بالمسلمين ترحيبًا بالغًا وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد، فقدت الإسكندرية مكانتها السياسية بعد ذلك بسبب اتخاذ عمرو بن العاص من الفسطاط عاصمة له بدلاً منها، لكنها استمرت الميناء الرئيسي لمصر وأبرز مرافئها التجارية، نشطت حركة التجارة في الإسكندرية خلال العهد الإسلامي، كذلك تم بناء سور جديد للمدينة، ووفد إليها الكثير من العلماء من أمثال الإمام الشاطبي والحافظ السلفي وابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة العلمية للمدينة، ومن المعالم التي تركتها المرحلة الأولى للفتح ضريح وجامع أبو الدرداء الأنصاري أحد صحابة النبي محمد في منطقة العطارين والذي شارك في فتح مصر.
تعرضت الإسكندرية لحصار عُرف بحصار الإسكندرية (1174) من جانب الأسطول الصقلي كجزء من الحملات الصليبية ضد الشرق، إلا أنه فشل فشل ذريعًا، وتعرضت كذلك لعدة زلازل قوية سنة 956 ثم 1303 ثم 1323 أدت إلى تحطم فنار الإسكندرية ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها في أكتوبر سنة 1365 عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد، إلا أنه وفي سنة 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن بقلعة قايتباي، حيث حظيت الإسكندرية في عهده بعناية كبيرة، وقد هيأت الدولة المملوكية وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين في مينائي الإسكندرية ودمياط فبنيت دور الإقامة ووضعت تحت تصرف التجار حتى يعيشوا وفق النمط الذي اعتادوه في بلادهم، وفي وقت لاحق فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في سنة 1498 وتحوّل طريق التجارة إلى المحيط الأطلسي بدلاً من البحر الأبيض المتوسط، وكذلك بعد جفاف فرع نهر النيل والقناة التي كانت تمد المدينة بالمياه العذبة.
العصور الحديثة
خضعت الإسكندرية مع باقي مصر إلى الحكم العثماني بعد انتصار السلطان سليم الأول على المماليك في معركة الريدانية ودخل مصر سنة 1517، شهدت الإسكندرية أحداثًا مهمة خلال القرن الثامن عشر تمثلت بالحملة الفرنسية على مصر ودخول الجنود الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت الإسكندرية في أوائل يوليو 1798 بدون مقاومة تُذكر، واعتبرت الدولة العثمانية احتلال بونابرت لمصر اعتداءً عليها، ووقف الإنجليز والروس إلى جانب العثمانيين وعرضوا المساعدة على الباب العالي لإخراج الفرنسيين من مصر، وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في معركة الإسكندرية (1801) في معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر، لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة مليئة بالنهضة في جميع المجالات.
تدين الإسكندرية لمحمد علي باشا بالنهضة حيث أنه أعاد للمدينة الحياة بعدّة وسائل ففي سنة 1820 تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية، وقد صمم الميناء الغربي كي يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله، كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد علي عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من الفرنسيين واليونانيين واليهود والشوام بسبب الانتعاشة التي حظيت بها المدينة، كما أنشأ دار الصناعة البحرية في المدينة والتي يطلق عليها حالياً “ترسانة الإسكندرية”، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري على يد المهندس الفرنسي سيريزى بك.
أصبحت الإسكندرية منذ تولي محمد علي الحكم وخلال المائة وخمسين سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزًا مهما للتجارة الخارجية، ومقرًا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات، وتحت حكم خلفاء محمد علي استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي، فشهدت في عهد الخديوي إسماعيل تحديداً اهتماماً يُشابه الاهتمام الذي أولاه لتخطيط مدينة القاهرة، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمت إنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية، وأنشأت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، ووضعت شبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وتم رصف الكثير من شوارع المدينة، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه العذبة من منطقة المحمودية إلى المدينة وتوزيعها بواسطة “وابور مياه” الإسكندرية، وأنشأت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من الأحياء كمنطقة محطة الرمل وكورنيش بحري.
الموقع
تقع مدينة الإسكندرية شمال مصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط عند التقاء خط العرض 31° 11′ 34.6 شمال، وخط الطول 29° 54′ 17.5 شرق، وهي عبارة عن شريط ساحلي بطول حوالي 55 كم شمال غرب دلتا النيل بدءاً من أبو قير شرقًا وحتى سيدي كرير غربًا، على مساحة 2523 كم²، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب محافظة البحيرة وبحيرة مريوط حتى الكيلو 71.5 على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ومن الشرق محافظة البحيرة وخليج أبو قير، ومن الغرب منطقة سيدي كرير حتى الكيلو 36.30 على الطريق الساحلي الدولي ومركز ومدينة برج العرب، والتربة في مدينة الإسكندرية سهلية منبسطة على ارتفاع -1 من مستوى سطح البحر
المناخ
تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بها مناخ البحر المتوسط والذي يتميز بصيفه الحار والجاف وشتائه الرطب والمعتدل والممطر، يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهور ديسمبر، يناير، وفبراير وتترواح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 12 و 18 درجة مئوية، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة والبرد والأمطار الغزيرة في ظاهرة جوية يُطلق عليها “نوة”، أما فصل الصيف في الإسكندرية، فيمتد عبر شهور يونيو، يوليو، وأغسطس وتترواح درجة الحرارة فيه ما بين 25 و 30 درجة مئوية، ويتميز صيف الإسكندرية بالجفاف وارتفاع نسبة الرطوبة، أما فصلي الربيع والخريف فيعدّان أفضل وقت لزيارة المدينة، وفيهما لا تزيد درجة الحرارة العظمى عن 22 درجة مئوية باستثناء زمن الموجات الخماسينية التي تصل فيها الحرارة في أشهر الربيع إلى 32 درجة مئوية أحيانًا.
التخطيط والتقسيم الإداري
لم يكن تخطيط مدينة الإسكندرية مختلفًا عن السابق بل كان تخطيطاً أشبه بالمدن الإغريقية القديمة، حيث كان يأخذ شكل شطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع «كانوبك» وشارع «سوما» وعرض كل منهما 14 متر، ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضها 7 أمتار، وكان شارع «كانوبك» (شارع فؤاد حاليًا) يربط بوابة القمر من الغرب وبوابة الشمس من الشرق، ويمتد شرقًا ليربط مدينة كانوب (أبو قير)، وكان يتقاطع شارع سوما (شارع النبي دانيال حاليًا) مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب، وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندرية.
اتسعت الإسكندرية في القرن العشرين اتساعًا كبيرًا، وتوسّع العمران بها في الاتجاهين الشرقي والغربي خاصة، بالإضافة إلى الاتجاه الجنوبي. بالنسبة للتوسع نحو الجنوب فقد امتد العمران في منطقة محرم بك إلى ترعة المحمودية ومنطقة غيط العنب، وحاليًا توسعت المدينة نحو الشرق وساعد على ذلك وجود قطار أبو قير الذي ساعد في نمو العمران إلى مناطق سيدي بشر، المندرة، والمعمورة وصولاً إلى أبو قير، أما التوسع نحو الغرب فشمل مناطق المكس والدخيلة والكيلو 21 وصولاً إلى سيدي كرير، حتى بلغ طول الشريط الساحلي للإسكندرية حوالي 55 كم، كما توسعت المدينة جنوبًا حتى وصلت إلى مناطق الكافوري والعامرية وحدود محافظة البحيرة.
تنقسم مدينة الإسكندرية حاليًا إلى تسعة أحياء إدارية هي:
حي أول المنتزة يضم تسعة شياخات و96 قرية بتوابعها، ويضم عدة مناطق أهمها ميامي، سيدي بشر، فيكتوريا، والعوايد.
- حي ثان المنتزة، يضم ثمانية شياخات، ويضم عدة مناطق أهمها العصافرة، المعمورة، والمندرة.
- حي شرق يضم سبعة عشر شياخة، ويضم عدة مناطق أهمها كفر عبده، سان ستيفانو، سموحة، باكوس، وبولكلي.
- حي وسط يضم خمسة وعشرون شياخة، وثلاثة قرى رئيسية بتوابعها، ويضم عدة مناطق أهمها الشاطبي، العطارين، محرم بك، كوم الدكة.
- حي الجمرك يضم إحدى وأربعين شياخة، ويعد أقدم أحياء الإسكندرية ويضم عدة مناطق أهمها بحري، المنشية، ورأس التين.
- حي غرب يضم إحدى وعشرون شياخة، ويضم عدة مناطق أهمها كرموز، القباري، وبشاير الخير.
- حي العجمي يضم سبعة شياخات، ويضم عدة مناطق أهمها البيطاش، الهانوفيل، الدخيلة، الكيلو 21.
- حي أول العامرية يضم سبعة شياخات، ويضم عدة مناطق أهمها الكافوري، مرغم، وسيدي كرير.
- حي ثان العامرية يضم ستة شياخات، ويضم عدة مناطق أهمها كينج مريوط، والهوارية.
السكان
يعمل سكان الإسكندرية في القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل التجارة، السياحة، الزراعة، الصناعة، الصيد، شركات القطاع الخاص، الوظائف الحكومية، والأعمال الحرة والحرفية، ويتحدث السكان اللغة العربية باللهجة السكندرية، حيث تأثرت اللهجة والثقافة السكندرية بوجود عدد كبير من الأجانب في المدينة لأن معظم الأجانب مثل الإيطاليين واليونانيين كانوا كانوا يفضلون البقاء بالإسكندرية لتمتعها بمناخ حوض البحر المتوسط، ولعل من أبرز الكلمات الموجودة في اللهجة السكندرية كلمة “مَنَفِيسْتُو” ويُقصد بها الكتيبات الصغيرة جدًا التي يستخدمها التلاميذ وأصلها إيطالي، وكلمة “جُومَة” والمقصود بها الممحاة وأصلها كذلك إيطالي، وأيضاً كلمة “مَسْتِيكَة” والمقصود بها اللبان أو العلك، وأصلها إيطالي كذلك، بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من أحياء المدينة يعود أصل تسميتها لأشخاص أجانب عاشوا بالإسكندرية مثل لوران، جليم، سموحة، بولكلي، كرموز، راغب، ونجت، وفلمنج، كما يتحدث عدد من السكان اللهجة البدوية وهم الأفراد المنُحدرين من القبائل العربية، ويسكن أغلبهم بمناطق غرب الإسكندرية، وأيضًا العديد من الوافدين من المحافظات المصرية الأخرى والذين يتحدثون بلهجاتهم الأصلية، تعتبر الإسكندرية من أكثر المدن المصرية كثافة بالسكان نسبة إلى إجمالي مساحتها، حيث تبلغ الكثافة السكانية في المدينة حوالي 1997 نسمة للكيلو متر المربع، وبلغ عدد سكان مدينة الإسكندرية في 1 يوليو 2017 حوالي 5039975 نسمة، مُقسمين إلى 2589520 من الذكور، و2450455 من الإناث
الثقافة
تعقد في الإسكندرية العديد من النشاطات الثقافية، السياحية، والسياسية خاصة بعد اختيارها كعاصمة الكتاب العالمية سنة 2002، وعاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2008، كما تُنظم المدينة العديد من المهرجانات مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، مهرجان الموسيقى العربية بالإسكندرية، ومهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي، كما تنظم مكتبة الإسكندرية العديد من المؤتمرات والفاعليات والمهرجانات في المناسبات المختلفة مثل مؤتمر مكتبة الإسكندرية السنوي للمخطوطات، مهرجان الصيف الدولي، ومعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى، كما تنتشر المراكز والقصور الثقافية ومراكز الإبداع والمكتبات العامة في مختلف أحياء الإسكندرية، ولعل من أبرزها مكتبة الإسكندرية الجديدة، مكتبة بلدية الإسكندرية، مكتبة الطفل، قصر التذوق، مركز الحرية للإبداع، قصر ثقافة الأنفوشي، قصر ثقافة سيدي جابر، قصر ثقافة أبوقير.
المناطق الأثرية
- مقابر كوم الشقافة
تقع مقابر كوم الشقافة في منطقة كرموز بحي غرب الإسكندرية، تعود إلى العصر الثاني الميلادي، وتُعتبر من أهم مقابر المدينة، وسُميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثره البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان، عُثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، على الرغم من أن التنقيب كان قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892، وترجع أهمية المقبرة نظرًا لاتساعها وكثره زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة على تداخل الفن الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية.
- مقابر مصطفى كامل
تقع مقابر مصطفى كامل في منطقة مصطفى كامل، ولهذا سميت بهذا الاسم، يرجع تاريخ هذه المقابر إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا إلى العصر اليوناني والروماني، وتتكون من أربعة مقابر نُحتت جميعها في الصخر، وقد نُحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة والرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، وقد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق الصدفة ما بين عامي 1933 و1934.
- مقابر الأنفوشي
تقع مقابر الأنفوشي في منطقة بحري غرب الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد تحديدًا إلى حوالي عام 250 ق.م، أي في أواخر العصر البطلمي وأوائل عصر الرومان، اكتشفت هذه المقابر سنة 1901 حيث اكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، ثم توالت الاكتشافات لمقبرة الأنفوشي حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة مباني، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر في الوقت الحالي، وتمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة، وقد زُينت في كثير منها بالمرمر والرخام.
- مقابر الشاطبي
تقع مقابر الشاطبي ما بين شارع بورسعيد وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهة كلية سان مارك، تم اكتشافها عن طريق الصدفة سنة 1893، وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد، المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، شواهد القبور، الجرار، المنحوتات الصغيرة، العملات المعدنية، الأواني الزجاجية، والكثير من الفخار، وتعدّ هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة.
- عمود السواري
يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم “مدافن العمود” وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا، أقيم العمود تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا، كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس.
- معبد السرابيوم
هو معبد أثري يوجد في منطقة كرموز، يعود تاريخ اكتشافه إلى سنة 1943، أنشأ في عهد بطليموس الثالث، الجزء الأوسط من المعبد كان مخصصاً للمعبود سيرابيس، والغربي للمعبودة إيزيس، بينما خصص الجزء الشمالي للمعبود حربوقراط، اتّخذ المعبد شكل مستطيل، ونظراً لأن المعبد شُيّد في الحي الوطني، فكان لا بدّ من تصميمه على النمط الفرعوني مع إضافة عناصر يونانية كنوعٍ من التوافق بين اليونانيين والمصريين، حظي المعبد بأهمية كبيرة كمكان للاستشفاء يتوافد عليه المرضى، حيث كان هناك حجرات حول المعبد لسكن هؤلاء المرضى من المتعبدين للإلهة سرابيس.
- قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي في منطقة بحري، وشيدت في الموقع القديم لفنار الإسكندرية والذي تهدم سنة 1307 أثر الزلزال المدمر الذي ضرب الإسكندرية، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 1468 وانتهى من بنائها سنة 1496، وتتكون القلعة من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات، وللقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، كما أن لها سوران يمثلان نطاقين دفاعيين فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجًا دفاعية.
- المسرح الروماني
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة وسط المدينة، هو أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر، اُكتشف هذا الموقع بالصدفة أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية سنة 1960، أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، وقد استغرق التنقيب عنه حوالي 30 سنة، اكتُشفت بعض قاعات للدراسة بجوار هذا المدرج في 2004، مما يعني أنه يُستخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب، وفي الاحتفالات استخدم كمسرح.
- معبد الرأس السوداء
هو معبد صغير تم اكتشافه سنة 1936 في منطقة الرأس السوداء شرق المدينة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، والجزء المتبقي منه الآن ليس معبدًا بالمعني المفهوم بل هو عبارة عن هيكل صغير، ويتكون من طابقين السفلي للعبادة والعلوي للسكن، ويتكون المعبد والذي هو مقام فوق أرضية مرتفعة من سلم يؤدي إلى ردهه واجهتها بها أربعة أعمدة تؤدي إلى حجرة صغيرة مربعه الشكل، أما الجزء العلوي فيتكون من حجرتين وجدت في إحداهما بقايا الألواح الرخامية التي كانت تغطي ارضيتها، وهناك أدلة تشير إلى وجود حجرات أخرى بهذا المكان يٌعتقد أنها كانت مخازن للماكولات.
- الميناء الشرقي
يُعد الميناء الشرقي بالإسكندرية بصفة عامة من أقدم الموانئ الواقعة على البحر المتوسط، يشمل الميناء الشرقي مناطق الأزاريطة، الشاطبي، محطة الرمل، المنشية، وبحري، وهو أحد مواقع الآثار الغارقة بمياه البحر المتوسط، وقد كان الإسكندر الأكبر يستهدف من وراء تأسيس المدينة إنشاء ميناء جديد يحتل مكانة كبيرة في عالم التجارة بعد أن حطم ميناء صور وهو في طريقه إلى مصر، وكذلك كان ضمن أهدافه إنشاء ميناء جديد كبير يربط بين بلاد العالم القديم والميناء الشرقية.
- سور الإسكندرية
يعود تاريخ بناء سور الإسكندرية إلى عهد بطليموس الأول، حيث قام ببناء سوراً حصيناً حول المدينة، وزاد في تحصينها الرومان خلال فترة حكمهم، والسور عبارة عن سور ضخم يُقدر طوله بين عشرة إلى خمسة عشر كيلو متر، بُني السور من الأحجار المأخوذة من محاجر منطقة المكس، ويتخلل هذا السور أبراج حصينة على مسافات متقاربة وحصون و أبواب كثيرة، حاليًا أجزاء السور الباقية توجد على شكل أبراج و جزء من السور وهي البرج الشرقي يقع بالطرف الجنوبي الشرقي من ستاد الإسكندرية، البرج الغربي والسور الشرقي يقعان بالأطراف الغربية والشرقية من حديقة الشلالات، أما طابية النحاسين توجد بالطرف الغربي الأقصى من بقايا أسوار الإسكندرية.
المتاحف
- متحف الإسكندرية القومي
هو أحد متاحف الإسكندرية، يقع في شارع فؤاد بوسط المدينة، ويضم ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل جميع العصور التي مرت بها المدينة من العصر الروماني وحتى العصر الحديث، المتحف هو عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة وهو أسعد باسيلي، قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي، وبيع في العام 1954 للقنصلية الأمريكية، واشتراه المجلس الأعلى للآثار المصري بمبلغ 12 مليون جنيه مصري، ثم حوله إلى متحف قومي للمدينة، وقام الرئيس المصري حسني مبارك بافتتاحه في 1 سبتمبر 2003.
- المتحف اليوناني الروماني
أحد متاحف الآثار بمدينة الإسكندرية، افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر 1892، يعرض المتحف تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي في معظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني اللاحق له، والمتحف من تصميم المهندسان ديتريش وستينون على المباني الإغريقية السائد في الإسكندرية القديمة، وتحديدًا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي، تعرض الآثار داخل المتحف في 27 صالة منفصلة، كما تعرض في المتحف مقتنيات فرعونية أحضرت من القاهرة، ومقتنيات مصرية أخرى أحضرت من الفيوم تمثل لوحات مومياوات الفيوم.
- متحف المجوهرات الملكية
هو متحف يعرض مجوهرات أسرة محمد علي التي حكمت مصر في الفترة من 1805 حتى 1952، شُيّد القصر سنة 1919 في منطقة زيزينيا، تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعًا، وكان ملكًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدى أميرات الأسرة المالكة، وقد صُمم طبقًا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر، تحوّل القصر إلى متحف للمجوهرات الملكية عام 1986، وهو يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية.
- مجمع متاحف محمود سعيد
هو مجمع متاحف للفنون التشكيلية، بقصر محمود سعيد في منطقة جناكليس، اُفتتح في أبريل 2000، تبلغ مساحة المبانى 732 م²، بينما تبلغ مساحة الفراغات 2176 م²، يضم ثلاثة ثلاثة متاحف هي متحف الفنان محمود سعيد ومتحف الفنانين أدهم وانلي وسيف وانلي وكذلك متحف الفن المصري الحديث، إلى جانب قاعتين للعروض المتغيرة، قاعة للورش الفنية وقاعة للندوات والمحاضرات، ويقام بالمتحف العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية.
- متحف الفنون الجميلة
يقع متحف الفنون الجمية بمنطقة محرم بك، يعتبر أول متحف بُني خصيصاً ليكون متحفًا للفنون الجميلة في مصر، يضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد يالإضافة إلى بعض أعمال المدرسة الرومانسية، الباروك والروكوكو وبعض لوحات المستشرقين، كما يضم المتحف ابضاً بعض أعمال الحفر والطباعة، بالإضافة إلى بعضٍ من أعمال المثال محمود مختار وبعض المثالين المصريين والأوربيين.
- متاحف مكتبة الإسكندرية
هي أربعة متاحف توجد داخل مكتبة الإسكندرية، تضم متحف الآثار والذي يحتوي على 1133 قطعة أثرية أبرزها القطع الفنية المُكتشفة أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة الحالي، والآثار المرفوعة من قاع البحر المتوسط بمنطقتي الميناء الشرقي وخليج أبي قير، متحف السادات والذي يعرض مقتنيات نادرة تخص الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، متحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم.
- المتحف الغارق
أحد أبرز المعالم الأثرية بالإسكندرية، فقد غمرت مياه البحر الأبيض المتوسط المدينة الفرعونية والإغريقية فصارت في قاع الميناء الشرقي، وينزل إليها الغطاسون لمشاهدة الآثار الغارقة، كما خطط لبناء مسارات ذات جدران شفافة كي يشاهد السياح تلك الآثار بسهولة.
- قصر المنتزه
يقع في منطقة المنتزة، تبلغ مساحة القصر حوالي 370 فدان، ويضم في ساحته قصرين هما قصر السلاملك الذي بناه الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1892، ليكون استراحة له، وحاليًا يُستخدم كفندق، وقصر الحرملك (في الصورة) بناه الملك فؤاد الأول سنة 1925، ليكون مقر الإقامة الصيفية للأسرة الملكية، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية، يضم القصر مساحات كبيرة من الحدائق بها ثلاثة فنادق، مطاعم، مركز سياحي، ملاعب، شاليهات، بحيرات، وخمسة شواطئ.
- قصر رأس التين
يقع في منطقة رأس التين، يُعد أقدم القصور الموجودة بالإسكندرية، حيث بُني في عهد محمد علي باشا في في الفترة بين 1834 و1847، وأُعيد بناء القصر في عهد الملك فؤاد الأول سنة 1909 على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث على يد المهندس الايطالى فيروتشى، وتبلغ مساحته 22 فدان، وشهد هذا القصر نهاية حكم الأسرة العلوية عندما غادر الملك فاروق مصر وتوجه إلى منفاه بإيطاليا على ظهر اليخت الملكي المحروسة، وهو حاليًا من ضمن القصور الرئاسية في مصر.
- قصر أنطونيادس
يقع في منطقة سموحة، أنشأ في عهد محمد علي باشا، والقصر مُحاط بحدائق موجودة منذ العصر البطلمي على مساحة 50 فدان، ثم قام الخديوي إسماعيل سنة 1860 بإعادة إنشاء الحدائق المحيطة بالقصر كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس، توجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية، كما شهد هذا القصر توقيع المعاهدة البريطانية المصرية 1936 بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقة قناة السويس.
- سراي الحقانية
يقع في منطقة المنشية، أنشأ سنة 1876 في عهد الخديوي إسماعيل، ثم أُعيد تجديدها وافتتاحها في عهد الخديوي توفيق سنة 1886، كان في السابق مقرًا للمحاكم المختلطة، وما زال يستخدم كمحكمة حتى اليوم، صمم القصر المهندس ألفونسو مانيسكالكو على الطراز الإيطالي، شهدت قاعات هذه المحكمة أشهر قضايا الرأي العام في مصر مثل حادثة دنشواي وقضية ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية.
- قصر الصفا
يقع في منطقة زيزينيا، أنشأ سنة 1887 على يد الكونت اليوناني “زيزينيا” والذي كان يعمل بتجارة القطن بجانب كونه قنصل بلجيكا بمصر، ثم تحول القصر إلى فندق عقب وفاة الكونت، وظل كذلك حتى سنة 1927 عندما قرر الأمير محمد علي توفيق شراءه وأعاد بنائه ليتحول إلى قصرًا ملكيًا، وأطلق عليه اسم “قصر الصفا”، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية.
- قصر عزيزة فهمي
يقع في منطقة جليم، وأنشأ سنة 1923 لصالح عزيزة فهمي ابنة كبير المهندسين في القصر الملكي المصري علي باشا فهمي، وتبلغ مساحة المبنى حوالي مساحة 15 ألف متر مربع، وإجمالي مساحة القصر حوالي 3.5 فدان، القصر من تصميم المهندس الإيطالي أنطونيو جراناتو، وذلك خلال فترة إنشاء كورنيش الإسكندرية.
الشواطئ
تضم الإسكندرية العديد من الشواطئ المنتشرة في كافة أحياء المدينة وتنقسم إلى عدة أنواع، شواطئ سياحية وهي المندرة، البوريفاج، وستانلي، وشواطئ مميزة وهي المندرة 2، العصافرة شرق، ميامي غرب، سيدى بشر 1، سيدى بشر 2، أبو هيف، السرايا، السلسلة، رأس التين، بحري، بليس، البيطاش 1، البيطاش 2، الهانوفيل، وأبو تلات، وشواطئ الخدمة لمن يطلبها وهي أبو قير، العصافرة غرب، ميامي شرق، سيدى بشر، أبو هيف 1، أبو هيف 2، مظلوم، أنفوشي شرق، أنفوشي غرب، الدخيلة شرق، الدخيلة غرب، شهر العسل، هدير، تقسيم الملاح، السلام، دلتا الهانوفيل، أبو يوسف، فاميلي بيتش، النخيل، الصفا، شرق أبو تلات، غرب أبو تلات، وشواطئ مجانية هي المندرة 3، جليم، المكس، بليس، والهانوفيل.