1
تَصَفَّحْتُ آيَاتِ أَمْسٍ أَنيسٍ،
تُغَرِّدُ فِيهِ الْبَلَابِلُ حَـمْدًا،
بِـمِيلادِ نَـهْرٍ جَديدٍ،
يُدَاعِبُهُ زَنْدُ صَبٍّ،
فَتَفْتَـرُّ نـَخْلَةُ بَيْتٍ،
وَتِينَةُ كُوخٍ،
وَصَفْصَافَةٌ في ضِفَافِ الْأَمِاني،
وَتَنُّورُ طِينٍ “يُسَمْسِمُ”
خُبْزَ الصَّبَاحِ بِتَسْبِيحِ أُنْثَى،
يُـحَاوِرُها ضَوْءُ نَـجْمٍ،
يُصَلِّي هُدًى،
وَهْيَ تَـحْبُو الطُّيُورَ سَلَامًا وَبُشْرَى،
تَـمِرُّ بـِهَا، أَوْ تَفِرُّ إلَيْها زَوَارِقُ شَوْقٍ،
وَأَقْلَامُ عِشْقٍ…
هُنَا كَانَ بَوْحُ الْعَصَافِيرِ يُلْقي السَّلَامَ
عَلَى أَهْلِهِ الطَّـيِّبِينَ،
وَهُمْ يَبْدَؤونَ الصَّبَاحَ بِأُغْنِيَّةٍ
تَصْطَفِيها، الدِّلَاءُ، السِّلَالُ طُقُوسًا،
تُبَارِكُهَا عِنْدَ كُلِّ أَذَانٍ تَـجَاعِيدُ شَيْخٍ،
يَهِيمُ بَهِ كَرْنَفَالُ الْـحَصَادِ،
وَتَرْنُو إِلَيْهِ الْبَرَاعِمُ،
فَالْأَرْضُ تَعْرِفُ،
تَعْزِفُ لَـحْنَ اخْضِرَارِ الَّذي اسْـمَرَّ حُبًّا،
بِعِطْرِ التُّرَابِ الَّذي صَارَ مِنْ وَحْيِهِ جَنَّةً….
يَا سَلْااااااااااااااااااام
2
إِلَى حَاضِرٍ زَاخِرٍ بِالذُّهُولِ،
تَعُودُ الْمَسَافَاتُ حُبْلَى بِغَيْظٍ،
وَصَمْتٍ،
فُؤادٌ َكسِيرٌ، وَصَوتٌ حَسِيرٌ
“حَسِرْتي شكبرها”
تَقُولُ الَّتي عَرْشُ أَحْلامِهَا هَزَّ هذا،
وَذَاكَ،
وَشَوْطُ نَدَاهَا اسْتَفَزَّ بـِحَارًا، وَنَارًا
وَخَـمْرُ لَمَاها مَسَّ لَغْوَ الرَّصِيفِ.
تَطُوفُ بـِهَا دَهْشَةُ الْقَانِتِينَ،
بِـحَضْرَةِ طُهْرِ الْقَرَاطِيسِ،
يَسْبَحُ حَفْلُ النَّوَارِسِ
في مُقْلَةِ الْشَّطِّ رَهْوًا،
وَزُهْدًا تُسَبِّحُ مَوْجَاتُ أُفٍ،
كُؤوسُ السُّكَارَى
ابْتِسَامَاتُ ظِلٍّ ظَلِيلٍ،
وَضَحْكَاتُ سَاقٍ بَلِيلٍ،
وَهَانَ قِطَافُ الْمَعَاني،
فَسِحْرُ الْقَوافي يُؤَرِّقُ حلْوَ الْكَلَامِ،
وَيَسْرِقُ مِنْ حَاجَةِ الدَّرْبِ
حَرْفًا… وَحَرْفَيْنِ
أَوْ غَايَةً، غَايَتَيْنِ،
فَتَـرْنُو السَّوَاقي إِلَى قُبْلَةٍ قُبْلَتَيْنِ
وَلكِنَّ مَعْبِدَ نَفْسِ الَّذي
ظَلَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ اهْتَزَّ، وَاهْتَزَّ رَيْبًا
عَلَى كَرْكَرَاتِ الْيَمَامِ
3
أَعِيدي إِلَيْكِ انْتِفَاضَةَ أُنْثَى،
تُطَرِّزُ شَوْطَ اصْطِخَابِكِ
مِنْ أَجْلِ فَتْحٍ مُبِينٍ،
وَتُـمْطِرُ نَـجْوَى صَحَارَاكِ بِالْمَنِّ،
يَا عَذْبَةَ الرِّيقِ صُبّــي يَسَارَ الرَّحِيقِ،
فَعِذْرُ فَمي:
أَنَّ لَا ذَنْبَ لِلْعَاشِقِينَ
إِذَا عَبَّدُوا النَّفْسَ
فِرْدَوْسَ هَـمْسٍ وَرَشْفٍ
وَدِفءٍ طَرُوبٍ مِنَ الْقُبُلَاتِ،
وَمِنْ… كُلِّ شَيْءٍ،
تَرَيَّثْ قَلِيلًا،
أَلَا وَالْـ…،
وَأُقْسِمُ بِالْبَيِّنَاتِ…
فَلَا …
لَسْتُ أَدْرِي
أَتَنْطقُ بِالْحَقِّ جَنَّةُ عَدْنٍ،
أَمْ التَّيْهُ يَنْثُرُ فَوْضَى الْكَلَامْ،
4
أَعُودُ إِلَيَّ….
لِأَقْرَأَ مِــمَّا تَيَسَّرَ مِنِّي،
أُغَنّي،
أُرَاقِصُ وَحْيَ الليَالي
لِأَهْزمَ وَهْمَ جُنُودِ الظَّلَامْ