لا أَسمعُ دبيبَ النملِ
أَتوهَّمُهُ كلَّما رأَيتُ حبَّاتِ الشعيرِ . .
تركضُ نحوَ الجحورِ
كلَّ يومٍ..
قَبْلَ أَنْ تَختفي الأَرضُ تَحتَ الحِراك
تقولُ لي:
لا تُعِدْ للشمسِ كُلَّ خيوطِها حينَ تفترقان . .
أَخافُ عليكَ مِنِّي . . حينَ أُظلِم..!
فَأَعْرِفُ..
أَنَّ الجُحورَ . . لنْ تكتفي بالنملِ والشعير
لَمْ أَكتبْ صَوتي على أَوَّلِ السطرِ . .
حينَ اعتذَرَ الهواءُ..!
تقاسمتُ الصمتَ مع قهوتي . .
“للذكرِ مِثْلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن”
عَثَرَتْ عَلَيَّ حِكايةٌ تبحثُ عن بَطلٍ مُستهترٍ
لا يُصَدِّقُ الأَبراجَ
لا يقرأُ ما خَلفَ أَوراقِ التقاويم
يُطيلُ النظرَ إِلى النملِ
يُشفِقُ على أَوجاعِهِ
يَتبادَلُ الزياراتِ مَع الموتِ
لا يأْبَهُ بالنشرةِ الجوية..!
تُشَكِّلُه الحِكاياتُ على هَواها . .
فينتهي لونًا حائرًا في خاصرةِ جداريةٍ . .
لا يَفهمها أَحدْ..!
قُلتُ : لا بَأْسَ..
يَجفُّ الدمعُ يومًا . . إِنْ بَلَّلَهُ المطرُ
فَأَصطنعُ ابتسامةً تَطردُ الفُضولَ
تُهَيِّئُني لأَدوارِ البُطولَةِ
وأُقْنِعُ الغَمامَ بِممارسةِ الرذيلةِ معَ الأَرضِ
فلا يُمَيِّزُ بين جَذرٍ وقبرْ..
النملُ يَكرهُ المُنحنياتِ التي أَلوذُ بِها
لكي أَفهمَ خُطوطَهُ المُستقيمة
يَتَجَسَّسُ عَلَيَّ حينَ أَكتُبُ خَارجَ السطْرِ
لا يَقْرَبُ قَهوتي المُرَّةَ
وَيَتَخَيَّلُ جَسدي . . تَلَّةً مِنْ شعير..!
أَقولُ للوجعِ :
أَحدُنا سوفَ يبقى . . لكي يستقبلَ الصدى
فالريحُ تَضرِبُ البواباتِ المغلقةَ . . بالأَنينِ
ونحنُ نَخونُ الحياةَ بالذُعرِ . . وكتابةِ الوصايا
عَلى بَوَّابةِ المُستشفى..
النملُ يَرصُدُ أَنفاسَ العابرينَ
وأَعدادَ الخارجينْ
يُخَمِّنُ مَؤُونَتَهُ للسنةِ القادمة
في المستشفى..
الناسُ يشترونَ أَدويةً ونومًا وبعضَ عُمرٍ
يَبيعونَ القَلقَ للذكريات
يَتَدرَّبونَ على ركوبِ النملِ . .
وَقَطْعِ العلاقاتْ..!