من ذكريات مصر والملتقى الثالث لشعراء بلا حدود 2010 في دار الثقافة بالقصر العيني في القاهرة، كتبت مريم بن بختة حينها في مجلة طنجة الأدبية بتاريخ 13/أيار/مايو 2010..
إلى كل الذين مرت روحي بدربهم، أرتق حروفي هاته، التي أحرقت أشرعة الانتظار مطار أرض الكنانة، و ما أنا إلا وأحضان الشاعرة الفلسطينية المصرية سيدة الشولي تطوقني بحب كل المصريين، تمنحني دفء العالم كله وعلى جناحيها صرت محلقة في سماء القاهرة و بورسعيد.
كنا على موعد مع افتتاح ملتقى “شعراء بلا حدود”.. كنت أترقب بلهفة و شوق حمامتين مغردتين من تونس ضحى بوترعة و سندس بكار، تشابكت أواصر المحبة بيننا، و صرنا همسا واحدا؛ لما احتضنتنا ليالي مغربية، كنت مستمتعة بكل لحظة أتذوقها مع رشفة القهوة التي كان يعدها النادل في دار الأدباء…
انتظرت بشوق أن أتعرف إلى من حملت ذاكرتي أسماءهم دون التعرف بهم عن قرب.. و حل العرس الأدبي هادئا جميلا كنسمات صيفية.. كان الشاعر محمود النجار “رئيس شعراء بلا حدود” كطائر مغرد في سماه، واختُتم اليوم الأول بجلسة حميمة بين الشعراء العرب، تلفهم فرحة اللقاء، وتجاوز الافتراضي إلى الواقعي بألق المبدعين.. كانت أرواحنا تغني للشعر وعبقه بعيدا عن كل ما يسيئها.. هناك فاحت رائحة الإبداع والتواصل الروحي، بعيدا عن الشكليات والرسميات..
التقطتْ الصور في جو احتفالي تملؤه الفرحة في كل الوجوه، والكل يسابق الزمن ليلتقط صورا تذكارية لشعراء عانق حرفهم، فتغلغل الحب فيه إلى النخاع.. ثم تأتي لحظة الوداع إلى غد قريب..كنت أنا و صديقتي الغالية سيدة الشولي كسندريلا، ما إن تدق الساعة حتى نختفي لنلوذ بغرفتنا في الفندق، نراجع لحظات اللقاء ونهمهم بلوعة الاشتياق الى الغد القريب..
مرت الأيام الثلاث كحلم جميل، انساب في غفلة من الزمن و منا وكانت أحادثينا الهامشية تثري ثقافاتنا و تنوعها و توثق حبل الوصال والأخوة و الهم المشترك بين كل المبدعين.. فتحية الهاشمي.. حب لكل من حضر و شاركنا هذه اللحظات.. محمود النجار.. ضحى بوترعة وسندس بكار.. من تونس.. تغريد فياض من لبنان.. خالد سرحان من سوريا.. عاطف الجندي وحافظ الشرقاوي و الأستاذ محمد شلبي من مصر، إسماعيل حسن سيفو من سوريا، ابن بلدي محمد اشعبون مغربي مقيم بهولندا.. الشاب عبد الجواد من مصر.. سليم ثروت من مصر و محمد الأقصر و هاني الصلوي من اليمن.. و الغالية التي رافقتني من المطار و لم تتركني إلا حين عودتي المغرب الفلسطينية الأصل المصرية النشأة سيدة الشولي، و الشاب الدكتور هاني عبد الجواد من الأردن، وكثيرون من منحوا الأمسيات ألقاً و بهاء..
كنت اسرق الخطى إلى خان الخليلي حيث مقهى الفيشاوي؛ لأسمع الشاعر محمد يونس وهو يلقي قصيدته المشهورة “بورسعيدّ، أو شاعر العامية “علي محسب”، و هو يلقي شذرات من قصيدته الرائعة وسط البلد.. كانت لحظات لا تنسى، ختمتها بزيارة لبورسعيد؛ تعرفت فيها إلى أناس يعشقون أرض الكنانة؛ فيؤرخون لها بوهج حرفهم جمالا..
لا أنسى كم كان جميلا و الكل يشارك الفنان احمد إسماعيل “الأرض بتتكلم عربي”،
هو عرس أُلغيَ فيه الزمن و تراقصت أرواح على أوتاره سعيدة مبتهجة..
وكانت صحيفة اليوم السابع المصرية كتبت قبل الملتقى بيوم ما يأتي:
يفتتح الشاعر الفلسطيني محمود النجار رئيس تجمع شعراء بلا حدود غدًا، فى السادسة مساءً، فعاليات الملتقى، فى الفترة من 1 وحتى 3 من مايو القادم، بدار الأدباء بالقصر العينى، وذلك بحضور ومشاركة عدد كبير من شعراء مصر والوطن العربى.
ومن مصر يشارك الشعراء محمد عفيفي مطر، محمد الشهاوي، وأحمد بخيت، ويسرى العزب، وعبد المنعم عواد، ومحمد التهامى، إضافة للشاعر الفلسطيني الكبير المقيم في مصر هارون هاشم رشيد.
ومن الوطن العربي، يشارك من المغرب الشعراء محمد أشعبون، إبراهيم قهويجى، مريم بن بختة، ومن سوريا إسماعيل حسن سيفو، وخالد سرحان، ومن الأردن جهاد محمود إبراهيم، ومن الكويت تشارك الشاعرة ندى الرفاعي، ومن قطر د.معين الكلدي، ومن تونس ضحى بوترعة.